الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } * { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَخْرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لأَوَّلِ ٱلْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُواْ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ ٱللَّهِ فَأَتَاهُمُ ٱللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُواْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي ٱلْمُؤْمِنِينَ فَٱعْتَبِرُواْ يٰأُوْلِي ٱلأَبْصَارِ } * { وَلَوْلاَ أَن كَتَبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمُ ٱلْجَلاَءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي ٱلدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ عَذَابُ ٱلنَّارِ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَآقِّ ٱللَّهَ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ } * { مَا قَطَعْتُمْ مِّن لِّينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَآئِمَةً عَلَىٰ أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ ٱللَّهِ وَلِيُخْزِيَ ٱلْفَاسِقِينَ }

الإشارة إلى قصتهم:

قال العلماء بالتفسير والسير: لما قدمَ النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه ولا يقاتلوا معه، فقبِل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك منهم، فلما غزا رسول الله الله صلى الله عليه وسلم بدراً [وظهر] على المشركين قالت بنو النضير: والله! إنه النبي الذي نجد نعته في التوراة لا تردّ له راية، ثم قالوا: استأنُوا به حتى ننظر ما يكون من أمره في وقعة أخرى، فلما كانت أُحُد وانهزم المسلمون ارتابت بنو النضير، وأظهروا العداوة لرسول الله صلى الله عليه وسلم [والمؤمنين]، فركب كعب بن [الأشرف] في أربعين راكباً من اليهود إلى مكة فأتوا قريشاً فحالفوهم على أن تكون كلمتهم واحدة على محمد، وتَوَثّقوا على ذلك بين أستار الكعبة، فنزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك، فلما قَفَل كعبُ بن الأشرف أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، فانتدب له أخوه من الرضاعة محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه، فقتله، وقصة قتْله معروفة عند أهل النقْل.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع من بني النضير على خيانة ونقض عهد، حين أتاهم ومعه أبو بكر وعمر وعلي في نفر من أصحابه يستعينهم في دية الرجلين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري في منصرفه من بئر معونة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد آمنهما، فقالوا: نفعل، وهمّوا بالغدر به، فقال عمرو بن جَحَّاش: أنا أظهر على البيت فأطرح عليه صخرة، فقال سلام بن مِشْكَم: لا تفعلوا والله ليُخْبَرَنَّ بما هممتهم به، فأوحى الله تعالى إليه ما [كادوه] به، فنهض سريعاً فتوجه إلى المدينة ولحقه أصحابه، فقالوا: قُمتَ يا رسول الله ولم نشعر! فقال: همّت يهودُ بالغدر، فأخبرني الله بذلك فقمت، وبَعَثَ إليهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم محمد بن مسلمة: أن اخرجوا من بلدي فلا تساكنوني وقد هممتم بما هممتم به، وقد أجّلتكم عشراً، فمن رُؤي بعد ذلك منكم ضُربت عنقه، فأخذوا في التجهيز، فدسّ إليهم ابن أُبيّ يقول: لا تخرجوا فإن معي ألفين من قومي وغيرهم، وتمدُّكُم قريظة وحلفاؤكم من غطفان، فاغترّوا بقوله، فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون: إنا لا نخرج فاصنع ما بدا لك، فكبَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكبّر المسلمون لتكبيره، وقال: حاربتْ [يهود]، ثم سار إليهم في أصحابه، فلما رأوه قاموا على حصونهم معهم النبل والحجارة فاعتزلتهم قريظة وخذلهم ابن أُبيّ وحلفاؤهم من غطفان، وحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين ليلة، وقَطَعَ نخلهم، فضرعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في طلب الصلح فأبى عليهم إلا أن يخرجوا من المدينة على ما [يأمرهم] به، فقالوا: ذلك لك، فصالحهم على الجلاء، وعلى أن لهم ما أقَلَّتْ إبلُهم من أموالهم إلا الحَلْقَة، وهي السلاح.

السابقالتالي
2 3