الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُواْ كَمَا كُبِتَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُّهِينٌ } * { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ هُوَ سَادِسُهُمْ وَلاَ أَدْنَىٰ مِن ذَلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إِلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُواْ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ إِنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [يعادونهما] ويخالفون أمرهما ونهيهما. وقد سبق معنى " المحادة " في براءة.

{ كُبِتُواْ } قال المقاتلان: أُخْزُوا كما أخزي من قبلهم من أهل الشرك. وقد سبق معنى " الكبْت " في آل عمران.

{ وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } تَدُلُّ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحة ما جاء به، { وَلِلْكَافِرِينَ } الذين جحدوا هذه الآحكام تكبُّراً وعناداً { عَذَابٌ مُّهِينٌ } يَذهبُ بعزّهم وكبرهم.

ثم بيّن وقت ذلك العذاب فقال: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } أي: يبعثهم كلهم، لا يغادر منهم أحداً.

وقيل: " جميعاً " حال، أي: يبعثهم مجتمعين يوم القيامة { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ } على رؤوس الأشهاد توبيخاً لهم وتقريعاً، { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } حفظه الله ونسوه هم تهاوناً به.

قوله تعالى: { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } وقرأ أبو جعفر: " ما تكون " بالتاء.

قال ابن قتيبة: النجوى: السِّرَار.

وقال غيره: النجوى: التناجي.

وقال الزجاج: ما يكون من خلوةِ ثلاثةٍ يُسرون شيئاً ويتناجون به إلا هو رابعهم، أي: عالم به.

قال ابن عباس: ما من شيء تُناجي به صاحبك إلا هو رابعكم بالعلم.

قرأ يعقوب: " ولا أكثرُ " بالرفع، وقرأ الباقون: بالنصب.

قال الزمخشري: فمن رفع: عطف على محل " لا " مع " أدنى "؛ كقولك: لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله، بفتح الحول ورفع القوة. ويجوز أن يكونا مرفوعين على الابتداء، كقولك: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله، وأن يكون ارتفاعهما عطفاً على محل " من نجوى " ، كأنه قيل: ما يكون أدنى ولا أكثر إلا هو معهم.

ومن نصب: فعلى أن " لا " لنفي الجنس، ويجوز أن يكونا مجرورين عطفاً على " نجوى " ، كأنه قيل: ما يكون من أدنى ولا أكثر إلا هو معهم.