قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } [يعادونهما] ويخالفون أمرهما ونهيهما. وقد سبق معنى " المحادة " في براءة. { كُبِتُواْ } قال المقاتلان: أُخْزُوا كما أخزي من قبلهم من أهل الشرك. وقد سبق معنى " الكبْت " في آل عمران. { وَقَدْ أَنزَلْنَآ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ } تَدُلُّ على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحة ما جاء به، { وَلِلْكَافِرِينَ } الذين جحدوا هذه الآحكام تكبُّراً وعناداً { عَذَابٌ مُّهِينٌ } يَذهبُ بعزّهم وكبرهم. ثم بيّن وقت ذلك العذاب فقال: { يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ ٱللَّهُ جَمِيعاً } أي: يبعثهم كلهم، لا يغادر منهم أحداً. وقيل: " جميعاً " حال، أي: يبعثهم مجتمعين يوم القيامة { فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوۤاْ } على رؤوس الأشهاد توبيخاً لهم وتقريعاً، { أَحْصَاهُ ٱللَّهُ وَنَسُوهُ } حفظه الله ونسوه هم تهاوناً به. قوله تعالى: { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ } وقرأ أبو جعفر: " ما تكون " بالتاء. قال ابن قتيبة: النجوى: السِّرَار. وقال غيره: النجوى: التناجي. وقال الزجاج: ما يكون من خلوةِ ثلاثةٍ يُسرون شيئاً ويتناجون به إلا هو رابعهم، أي: عالم به. قال ابن عباس: ما من شيء تُناجي به صاحبك إلا هو رابعكم بالعلم. قرأ يعقوب: " ولا أكثرُ " بالرفع، وقرأ الباقون: بالنصب. قال الزمخشري: فمن رفع: عطف على محل " لا " مع " أدنى "؛ كقولك: لا حولَ ولا قوةٌ إلا بالله، بفتح الحول ورفع القوة. ويجوز أن يكونا مرفوعين على الابتداء، كقولك: لا حولٌ ولا قوةٌ إلا بالله، وأن يكون ارتفاعهما عطفاً على محل " من نجوى " ، كأنه قيل: ما يكون أدنى ولا أكثر إلا هو معهم. ومن نصب: فعلى أن " لا " لنفي الجنس، ويجوز أن يكونا مجرورين عطفاً على " نجوى " ، كأنه قيل: ما يكون من أدنى ولا أكثر إلا هو معهم.