الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } * { يُولِجُ ٱلْلَّيْلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلْلَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَأَنفَقُواْ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ } * { وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ }

والآية التي بعد هذه مُفسّرة في الأعراف وسبأ إلى قوله: { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ } أي: هو معكم بالعلم والقدرة أينما كنتم، من أرض وسماء، وبَرٍّ وماء.

قال قتادة: ذُكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينما هو جالس في أصحابه إذ أتى عليهم سحاب، فقال: هل تدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: هذا العنان، هذا زوايا الأرض يسوقه الله تعالى إلى قوم لا يشكرونه ولا يدعونه. ثم قال: هل [تدرون] ما فوق ذلك؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فذكر السموات السبع والعرش والأرضين السبع، وأن بين كل جرمين مسيرة خمسمائة عام. ثم قال: والذي نفسي بيده لو دليتم أحدكم بحبل إلى الأرض السفلى لهبط على الله، ثم قرأ هذه الآية:هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ وَٱلظَّاهِرُ وَٱلْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [الحديد: 3].

ومعنى: " لهبط على الله ": [أي]: على علمه [وقدرته] وخلقه وملكه.

وما بعده مُفسّر إلى قوله تعالى: { وَأَنفِقُواْ مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ } أي: مما جعلكم خلفاء في التصرف فيه؛ لأن الأموال خلقٌ لله عز وجل، أباح لهم الانتفاع بها، وخوّلهم الاستمتاع بمنافعها، وليسوا بأربابها المالكين لها على الحقيقة.

وقال الحسن: جعلكم مستخلفين فيه ممن كان قبلكم؛ بتوريثه إياكم.

قوله تعالى: { وَمَا لَكُمْ لاَ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ } المعنى: أيُّ عذر لكم في ترك الإيمان. والواو في قوله: { وَٱلرَّسُولُ } واو الحال، على معنى: ما لكم لا تؤمنون والرسول يدعوكم [بالبراهين] النيرة، ويبين لكم الحق من الباطل.

{ لِتُؤْمِنُواْ بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ } حين أخرجكم من ظهر آدم.

وقيل: بما ركَّب فيكم من العقول، وأوضح لكم من الدلائل، فما عذركم بعد ذلك.

وقرأ أبو عمرو ويعقوب في رواية أبي حاتم عنه: " أُخِذَ " بضم الهمزة وكسر الخاء، " مِيثَاقُكُم " بالرفع.

{ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ } بالحجج والدلائل.