الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } * { ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ } * { لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ } * { إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } * { بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ }

{ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ } في الأرض وتلقون فيها من البذر.

{ ءَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ } تُنْبِتُونَه وتُخْرِجُونه نابتاً نامياً، { أَمْ نَحْنُ ٱلزَّارِعُونَ }.

{ لَوْ نَشَآءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً } قال الزجاج: أبطلناه حتى يكون متحطماً لا حنطة فيه ولا شيء.

{ فَظَلْتُمْ } وقرأ الشعبي وأبو العالية: " فَظِلْتُم " بكسر الظاء؛ لأن الأصل [فيه: " ظَلِلْتُم " ]، فنقل حركة اللام إلى الظاء، وهذا الحرف آخر الحروف التسعة التي جاءت بالظاء في القرآن. وقد ذكرتها في سورة النحل عند قوله:ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً } [الآية: 58]، فاطلبها هنالك.

ومعنى: { تَفَكَّهُونَ } تعجبون مما نزل بكم في زرعكم.

وقيل: تندمون على عملكم فيه وإنفاقكم عليه. والقولان مشهوران في التفسير.

ويقال: إنه من الأضداد. تَفَكَّهَ بمعنى: تَنَعَّم، وتَفَكَّهَ بمعنى: تَحَزَّن.

وقرأ أبيّ بن كعب وابن السميفع والقاسم بن محمد وعكرمة: " تَفَكَّنُون " [بنون] بدل الهاء، بمعنى: تندَّمون.

[ومنه] الحديث: " مثلُ العالم مَثَلُ الحَمَّة، يأتيها البُعَداء ويتركها القُرَبَاء، فبينما هم كذلك إذ غار ماؤُها، فانتفع بها قوم وبقي قوم يتفكَّنون " أي: يتندّمون.

{ إِنَّا لَمُغْرَمُونَ } قال الزجاج: أي يقولون: إنا لمغرمون قد غرمنا وذهب زرعنا.

وقيل: لمعذبون من الغرام، وهو الهلاك.

{ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ } مُحَارَفُون محدودون.