الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } * { فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ } * { وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } * { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } * { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ } * { وَكَانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ } * { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ } * { أَوَ آبَآؤُنَا ٱلأَوَّلُونَ } * { قُلْ إِنَّ ٱلأَوَّلِينَ وَٱلآخِرِينَ } * { لَمَجْمُوعُونَ إِلَىٰ مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } * { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ } * { لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } * { فَمَالِئُونَ مِنْهَا ٱلْبُطُونَ } * { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْحَمِيمِ } * { فَشَارِبُونَ شُرْبَ ٱلْهِيمِ } * { هَـٰذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ ٱلدِّينِ }

قوله تعالى: { وَأَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصْحَابُ ٱلشِّمَالِ } هذا تعجيب من سوء حالهم.

{ فِي سَمُومٍ } قال ابن قتيبة: هو حرّ النار.

{ وَحَمِيمٍ } هو الماء الحار. وقد سبق تفسيرهما.

{ وَظِلٍّ مِّن يَحْمُومٍ } يَفْعُول، من الأحم، وهو الأسود الشديد السواد.

قال الفراء: الدخان الأسود.

وقال ابن عباس: ظل من دخان.

ثم نعته فقال: { لاَّ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ } قال ابن عباس: لا بارد المدخل ولا كريم المنظر.

{ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ } في الدنيا { مُتْرَفِينَ } أي: مُمَتَّعين مُنَعَّمين منهمكين في اللذات، راكبي رؤوسهم في اتباع الشهوات.

{ وَكَانُواْ } مع ذلك { يُصِرُّونَ عَلَى ٱلْحِنثِ ٱلْعَظِيمِ }. قال الحسن والضحاك وابن زيد: هو الشرك بالله.

وقال مجاهد وقتادة: هو الذنب العظيم لا يتوبون منه.

وقال الشعبي: هو اليمين الغموس.

يشير - والله أعلم - إلى حلفهم أنهم لا يُبْعَثُون. ويدل عليه قوله: { وَكَانُواْ يِقُولُونَ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ }.

قرأ ابن عامر وأهل الكوفة: " أئذا " بهمزتين محقَّقتين، وفصل بينهما بألف؛ هشام، الباقون بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وفصل بينهما بألف: أبو عمرو وقالون، ولم يقرأه أحد على الخبر.

وقرأ نافع والكسائي: " إنا " على الخبر، الباقون: بهمزتين، وحققهما ابن عامر وعاصم وحمزة، وفصل بينهما بألف: هشام، وحقق الأولى وليّن الثانية: ابن كثير وأبو عمرو، وزاد أبو عمرو الفصل بألف. وقد أشرنا إلى علة ذلك في أوائل الرعد.

وقرأ نافع وابن عامر: " أوْ آباؤنا " بسكون الواو. وقد ذكرته في الصافات، وبيّنت معناه.

قال الزمخشري: إن قلت: كيف حَسُنَ العطف على المضمر في: { لَمَبْعُوثُونَ } من غير تأكيد؟

قلتُ: حَسُنَ للفاصل الذي هو الهمزة، كما حَسُنَ في قوله:مَآ أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } [الأنعام: 148] لفصل " لا " المؤكدة للنفي. و " مِنْ " في قوله: { مِنْ شَجَرٍ } لابتداء الغاية، وفي قوله: { مِنْ زَقُّوم } لبيان الشجر وتفسيره. وأنَّث ضمير الشجر على المعنى، وذكَّره على اللفظ في قوله: " منها " و " عليه ".

ويجوز عندي: أن يكون الضمير في قوله: { فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ } راجعاً إلى " الزقوم " ، يدل عليه قراءة من قرأ: " من [شَجَرَة] ".

وما لم أذكره مُفسّر في مواضعه.

قوله تعالى: { فشاربون شُرْبَ الهيم } قرأ نافع وعاصم وحمزة وأبو جعفر: " شُرْبَ " بضم الشين. وقرأ الباقون من العشرة: بفتحها.

قال الزجاج: " الشَّرْبُ " - بالفتح -: المصدر، وبالضم: الاسم.

وقال الزمخشري: هما مصدران.

وقال الكسائي: قوم من بني سعد يقولون: " شِرْبَ الهيم " بكسر الشين.

قال غيره: " الشِّرْبُ " - بكسر الشين - بمعنى: المشروب.

والهِيمُ: الإبل التي بها الهُيام، وهو داءٌ لا تَرْوى معه من شُرْب الماء.

السابقالتالي
2