الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } * { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } * { وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } * { فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } * { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاَثَةً } * { فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } * { وَأَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ مَآ أَصْحَابُ ٱلْمَشْأَمَةِ } * { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلسَّابِقُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ } * { فِي جَنَّاتِ ٱلنَّعِيمِ }

قال الله تعالى: { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } قال ابن عباس: إذا قامت القيامة.

{ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } قال الكسائي: هو بمعنى الكذب، كقوله تعالى:لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } [الغاشية: 11] أي: لغوٌ.

قال الزجاج وغيره: " كاذبة ": مصدر، كقولك: عافاه الله عافيةً. فهذه أسماء في موضع المصادر.

وقال الزمخشري: المعنى: ليس لها نفس كاذبة، أي: لا تكون حين تقع نفس تكذب على الله.

قرأتُ على الشيخ أبي البقاء اللغوي رحمه الله [لليزيدي] في اختياره: " خافضةً رافعةً " بالنصب، وهي قراءة أبي رزين، وأبي عبدالرحمن السلمي، وأبي العالية، والحسن، في آخرين. وقرأ الأكثرون بالرفع فيهما.

فمن نصب؛ فعلى الحال، تقديره: إذا وقعت الواقعة في حال خفضها قوماً ورفعها آخرين.

ومن رفع فعلى معنى: فهي خافضة رافعة.

قال أبو علي: أضمر المبتدأ مع الفاء وجعلها جواب " إذا ".

وقال عثمان: العامل في " إذا وقعت الواقعة ": " إذا رجت الأرض ".

وقال قوم: العامل فيه: " ليس لوقعتها ".

وقيل: اذكر.

وقيل: جواب إذا: " فأصحاب الميمنة ".

وقال أبو سليمان الدمشقي: لما قال المشركون: متى هذا الوعد، متى هذا [الفتح]، نزل قوله تعالى: { إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ }. فالمعنى يكون: إذا وقعت الواقعة.

قال ابن عباس في رواية العوفي عنه: خفضت فأسمعت القريب، [ورفعت] فأسمعت البعيد.

وقال في رواية عكرمة: خفضت أناساً ورفعت آخرين.

وقال محمد بن كعب: تَخْفِضُ أقواماً كانوا مرتفعين في الدنيا، وترفع أقواماً كانوا منخفضين فيها.

قال المفسرون: تخفض أقواماً إلى أسفل سافلين في النار، وترفع أقواماً إلى عِلِّيين في الجنة.

قوله تعالى: { إِذَا رُجَّتِ ٱلأَرْضُ رَجّاً } جائز أن يكون بدلاً من " إذا وقعت الواقعة ".

ويجوز أن ينتصب بـ " خافضة رافعة " ، أي: تخفض وترفع وقت رَجِّ الأرض وبَسّ الجبال.

قال ابن عباس: إذا رُجَّت الأرض وزُلْزِلَت.

قال ابن جريج: تُرَجُّ بما فيها كما يُرَجُّ الغِرْبَال بما فيه.

قيل ذلك؛ لإماتة من عليها. وقيل: لإخراج من في بطنها من الأموات.

{ وَبُسَّتِ ٱلْجِبَالُ بَسّاً } أي: فُتّتت حتى صارت كالدقيق، ولُتَّتْ كما يُلَتُّ السويق.

وقال مجاهد: سَالَتْ سَيْلاً.

وقال عكرمة: هُدَّتْ هَدّاً.

{ فَكَانَتْ هَبَآءً مُّنبَثّاً } غباراً متفرقاً. وقد استوفينا القول عليه في الفرقان.

ثم إن الله سبحانه وتعالى ذكر أحوال الناس يوم القيامة، وجِهَة انقسامهم فقال تعالى: { وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً } أي: أصنافاً { ثَلاَثَةً }.

{ فَأَصْحَابُ ٱلْمَيْمَنَةِ } وفيهم خمسة أقوال:

أحدها: أنهم الذين كانوا على يمين آدم [حين] أخرجت ذريته من صلبه. قاله ابن عباس.

الثاني: أنهم الذين يعطون كتبهم بأيمانهم. قاله الضحاك.

الثالث: أنهم الذين كانوا ميامين على أنفسهم، أي: مباركين.

السابقالتالي
2