الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُدْهَآمَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { تَبَارَكَ ٱسْمُ رَبِّكَ ذِي ٱلْجَلاَلِ وَٱلإِكْرَامِ }

قوله تعالى: { وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ } قال الزجاج: المعنى: ولمن خاف مقام ربه جنتان ومن دونهما جنتان.

قال المفسرون: من دونهما في الفضل والدرجات، وهذا كما روى أبو موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " جنتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما ".

وقال الضحاك: الجنتان الأوليان من ذهب وفضة، والأخريان من ياقوت وزمرد، وهما أفضل من الأوليين.

قوله تعالى: { مُدْهَآمَّتَانِ } قال ابن عباس وابن الزبير: [خضراوان] من الري، تَضربُ خضرتهما إلى سواد. يقال: ادْهَامَّ الزَّرْعُ، فهو مُدْهَامٌّ.

{ فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ } قال أبو عبيدة: فَوّارتان.

قال ابن قتيبة: النَّضْخُ - يعني بالخاء المعجمة - أكثر من النَّضْح.

قال ابن عباس: تَنْضَخُ على أولياء الله بالمسك والعنبر والكافور.

{ فِيهِمَا فَاكِهَةٌ } يعني: ألوان الفاكهة { وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ }.

قال الأزهري: العربُ تَذْكُرُ أشياء جملة، ثم تخصُّ شيئاً منها بالتسمية؛ تنبيهاً على فَضْلٍ فيه. قال الله تعالى:مَن كَانَ عَدُوّاً } [البقرة: 98] إلى قوله:وَجِبْرِيلَ وَمِيكَٰلَ } [البقرة: 98]، وقد أشرنا إلى هذا المعنى في البقرة.

قال ابن عباس: نخل الجنة جذوعها زمردٌ أخضر، وكَرَبُها ذهب أحمر، وسعَفُها كسوة أهل الجنة، منها مقطّعاتهم وحُللهم.

قوله تعالى: { فِيهِنَّ } أي: في الجنات الأربع { خَيْرَاتٌ } وقرأ معاذ القارئ وعاصم الجحدري وأبو نهيك: " خَيِّرات " بتشديد الياء على الأصل؛ لأن التخفيف فرع عليه، كهَيِّن ولَيِّن.

وفي حديث أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيرات الأخلاق، حسان الوجوه ".

قوله تعالى: { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } قال المفسرون: قُصرن على أزواجهن فلا يُردن غيرهم.

وقال ابن عباس والحسن وأبو العالية ومقاتل وأبو عبيدة: مقصورات: محبوسات في الحِجال.

والعرب تقول: مَقْصُورَة وقَصِيرَة وقَصُورَة؛ إذا كانت ملازمة خدرها. قال كثيّر:
لعمري لقدْ حَبَّبْتِ كلَّ قصيرةٍ    إليَّ، وما تدري بذاكَ القَصَائِرُ
عَنَيْتُ قصيراتِ الحِجَالِ ولم أُرِدْ    قِصَارَ الخُطا، شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ
ويروى: كُلَّ قَصُورَةٍ، وقَصُورات. والبَحَاتِر: القِصَار.

قال عمر بن الخطاب وابن مسعود وابن عباس: الخيام: دُرٌّ مجوّف.

وقال ابن عباس: الخيمة: لؤلؤة واحدة أربعة فراسخ [في أربعة فراسخ]، لها أربعة آلاف مصراع من ذهب.

وفي الصحيحين من حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن للمؤمن لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلاً، للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم، لا يرى بعضهم بعضاً ".

ويروى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مررتُ ليلة أسري بي بنهر حافَّتَاه قباب المرجان، فنوديت منه: السلام عليك يا رسول الله، فقلت: يا جبريل، من هؤلاء؟ قال: هؤلاء جواري من الحور العين استأذنَّ ربَّهنَّ أن يُسَلِّمْنَ عليك، فأذِنَ لهنَّ فقلن: نحن الخالدات فلا نموتُ، ونحن الناعمات فلا نبأس، أزواجُ رجالٍ كرام، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: { حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي ٱلْخِيَامِ } قال: محبوسات ".


السابقالتالي
2