الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

قوله تعالى: { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } أي: ولمن خشي وقوفه بين يدي ربه للحساب، يوم يقوم الناس لرب العالمين؛ بُستانان.

المعنى: ولمن خاف مقام ربه بالحفظ والمراقبة، كقوله:أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ عَلَىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } [الرعد: 33].

قال مجاهد: هو الذي يهمُّ بالمعصية فيذكر الله فَيَدَعُها.

ثم وصف الجنتين فقال: { ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ } [يجوز] أن يكون جمع فَنَن، وهو الغصن المستقيم طولاً، ويجوز أن يكون جمع فَنّ، وهو الضَّرْب.

فإن أريد الأول -وهو قول مجاهد، والضحاك، وعكرمة، وعطية العوفي، وابن السائب، والفراء، والزجاج- كان المعنى: ذواتا أغصان مُتشعِّبَة مُثمرة مُورقة، لتمتدّ ظلالها وتكثر ثمارها.

وإن أريد الثاني - وهو قول سعيد بن جبير- كان المعنى: ذواتا ضُروب وأصناف من النعم [المُسْتَلَذَّة] المُشْتَهاة، ومنه قول الشاعر:
ومِنْ كُلِّ أَفْنَانِ اللذَاذَةِ والصِّبَا    لَهَوْتُ به والعيشُ أخضرُ نَاضِرُ
قوله تعالى: { فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ } قال الحسن: تجريان بالماء الزلال، إحداهما: التَّسْنيم، والأخرى: السلسبيل.

وقال عطية: إحداهما من ماء غير آسن، والأخرى من خمر لذة للشاربين.

قال أبو بكر الورّاق: فيهما عينان تجريان لمن كان له في الدنيا عينان تجريان بالبكاء.

قوله تعالى: { فِيهِمَا مِن كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ } أي: صِنْفَان، قيل: صِنْفٌ معروف، وصِنْفٌ غريب.

قال ابن عباس: ما في الدنيا ثمرة حُلْوة ولا مُرّة إلا وهي في الجنة، حتى الحَنْظَل.