الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } * { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } * { إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } * { وَمَآ أَمْرُنَآ إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِٱلْبَصَرِ } * { وَلَقَدْ أَهْلَكْنَآ أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ } * { وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي ٱلزُّبُرِ } * { وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ } * { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ } * { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } أي: في ضلال عن الحق في الدنيا، ونار تُسْعَر عليهم في الآخرة.

أخرج مسلم في صحيحه والترمذي من حديث أبي هريرة قال: " جاء مشركوا قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخاصمون في القَدَر، فأنزل الله: { إِنَّ ٱلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ * إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } ".

وهذه الآية المعتضدة بالأحاديث الصحيحة المبين لسبب النزول الدافع لكل تأويل يعتصم به الخصم من جملة الدلائل الدامغة للقدرية، والبراهين المبطلة لمذهبهم الخبيث.

قال وهب بن منبه: قرأتُ اثنين وسبعين كتاباً من كُتُب الله عز وجل، فوجدت فيها كلها: أن من جعل لنفسه شيئاً من المشيئة فقد كفر.

ويكفي في إثبات كفرهم وضلالهم؛ ما أخبرنا به شيخنا الإمام أبو محمد عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي رضي الله عنه بقراءتي عليه قال: قرئ على [فاطمة] بنت علي بن عبدالله وأنا أسمع، أخبركم أبو القاسم بن بنان، أخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، حدثنا محمد بن سليمان، حدثنا إبراهيم بن عبدالله الهروي، حدثنا زكريا بن منظور، عن أبي حازم، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " القدرية مجوس هذه الأمة، إن مرضوا فلا تعودوهم، وإن ماتوا فلا تشهدوهم ".

وممن روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أن القدرية مجوس هذه الأمة: أبو هريرة، وأبو سعيد، وأبو أمامة، وجابر بن عبدالله، وأنس، وسهل بن سعد.

قال أبو سليمان الخطابي: إنما جعلهم مجوساً لمضاهاة مذهبهم مذاهب المجوس في قولهم بالأصلين: النور والظلمة، يزعمون أن الخير من فعل النور، والشر من فعل الظلمة، فصاروا ثنويّة، وكذلك القدرية يُضيفون الخير إلى الله، والشر إلى غيره. والله أعلم.

وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا هذه القدرية، فإنها شعبة من النصرانية ".

وروى عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما هلكت أمة قط، إلا كان بدؤها الشرك بالله، وما كان بدؤها الشرك إلا التكذيب بالقدر ".

وروى ابن عمر بن الخطاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كذَّب بالقدر أو خاصم فيه فقد كفر بما جئت به، وجحد ما أنزل عليّ ".

وهذه الأحاديث تركت أسانيدها اختصاراً.

قرأتُ على الإمام أبي محمد عبدالله بن أحمد المقدسي، أخبركم أبو زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي فأقرّ به، أخبرنا محمد بن الحسن المقوّمي، أخبرنا القاسم بن أبي المنذر، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطان، أخبرنا محمد بن [يزيد] بن ماجه، حدثنا عبدالله بن عامر بن زرارة، حدثنا شريك، عن منصور، عن ربعي، عن علي بن أبي طالب كرَّمَ الله وجهه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2 3