وقد سبق تفسير " الصَّرْصَر " في حم السجدة. قوله تعالى: { فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } أي: شُؤْمٍ دائم. وقرأ الحسن: " يومٍ " بالتنوين، كقوله:{ فِيۤ أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ } [فصلت: 16]. قال ابن عباس: كانوا يتشاءمون بذلك اليوم. قال الزجاج: قيل: في يوم الأربعاء في آخر الشهر. { تَنزِعُ ٱلنَّاسَ } تقلعهم من الأرض وقد تماسكوا ودخل بعضهم في بعض، واعتصم بعضهم بالشعاب والحفائر، فتنزعهم ثم ترمي بهم على رؤوسهم، فتدقّ رقابهم، { كَأَنَّهُمْ } وقد بانت رؤوسهم عن أجسادهم، أو مَالَتْ على أكتافهم، صرعى على الأرض، وهم جُثث طوال عظام { أَعْجَازُ نَخْلٍ } قطعت فروعها { مُّنقَعِرٍ } منقلع عن مغارسها. والأعْجَاز: جمع عَجُز، وهو مؤخر الشيء. وقرأ أبي بن كعب: " أعْجُز " بضم الجيم من غير ألف بعد الجيم. وقرأ ابن مسعود وأبو مجلز وأبو عمران: " عُجُز " بضم العين والجيم من غير ألف قبل العين وبعد الجيم. قال الفراء: المنقعر: المُنْصَرِع من النخل. قال ابن قتيبة: يقال: قَعَرْتُهُ فانقَعَرَ، أي: قلعته فسقط. قال أبو عبيدة: والنخل يذكر ويؤنث. فهذه الآية على لغة من ذَكَّر. وقوله:{ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } [الحاقة: 8] على لغة من أنَّث.