الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } * { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } * { مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } * { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } * { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } * { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } * { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } * { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } * { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ }

{ وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } أي: منتهى الخلق ومرجعهم.

قال الزجاج: هذا كله في صحف موسى وإبراهيم.

قوله تعالى: { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } قالت عائشة رضي الله عنها: مرَّ النبي صلى الله عليه وسلم على قوم يضحكون فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، فنزل جبريل فقال: إن الله يقول: { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } فرجع إليهم فقال: ما خطوت أربعين خطوة حتى جاء جبريل فقال: ائت هؤلاء فقل لهم: إن الله تعالى هو أضحك وأبكى.

قال مجاهد: أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار.

وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر.

وقيل: أضحك المؤمن في الآخرة، وأبكاه في الدنيا.

وقيل: أضحك الكافر في الدنيا، وأبكاه في الآخرة.

{ وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } أي: أفنى في الدنيا وأحيا للبعث.

وقيل: أمات الآباء وأحيا الأبناء.

وقيل: أمات الكافر بكفره، وأحيا المؤمن بإيمانه. قال الله تعالى:أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ } [الأنعام: 122].

{ وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ } أي: الصنفين { ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ } من جميع الحيوانات.

{ مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } أي: تُراق في الرَّحم. يقال: مَنَى الرجل وأمْنَى. وهذا المعنى قول الضحاك وعطاء بن أبي رباح وابن السائب.

وقيل: " تُمْنَى ": تُخْلَق وتُقَدَّر، من قولهم: ما تدري ما يَمْنِي لك الماني. قاله ابن قتيبة وأبو عبيدة.

{ وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } أي: الخلق الآخر يوم البعث.

{ وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } أي: أغنى الناس بالأموال وأعطاهم القِنْيَة، وهي أصول الأموال وما يدخرونه بعد الكفاية.

قال الضحاك: أغناهم بالذهب والفضة، وصنوف الأموال، وأقنى بالإبل والبقر والغنم.

وقال الحسن وقتادة: " أقنى ": أخدم.

وقال ابن زيد: " أغنى ": أكثر، و " أقنى ": أقلّ، وتلا:ٱللَّهُ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ } [الرعد: 26].

وقال الأخفش: " أقنى ": أفقر.

قال بعض العلماء: إن كان هذا الحرف من الأضداد، وإلا فمعنى " أقنى ": أحوج إلى طلب القنية.

والمنقول عن ابن عباس: " أغنى ": بالكفاية، و " أقنى ": أرضى بما أعطى.

وفي رواية عنه: أقنى بالزيادة.

وقال سفيان: أغنى بالقناعة.

وقيل: أغنى نفسه، وأفقر الخلائق إليه.

{ وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } وهو نجم يطلع وراء الجوزاء، يقال له: مِرْزَم الجوزاء، وهما شعريان، يقال لأحدهما: العَبُور، وللأخرى: الغُمَيْصَاء. وأراد هاهنا: العَبُور. وكانت خزاعة تعبدها من دون الله، وكان أول من سنَّ لهم ذلك رجل من أشرافهم يقال له: أبو كبشة.

{ وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } قرأ نافع وأبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب والمفضل: " عاداً لُّولى " بإدغام التنوين في اللام وطرح الهمزة، ونقل ضمتها إلى لام التعريف.

السابقالتالي
2