الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَآ أَلَتْنَاهُمْ مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ ٱمْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهَينٌ } * { وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ } * { يَتَنَازَعُونَ فِيهَا كَأْساً لاَّ لَغْوٌ فِيهَا وَلاَ تَأْثِيمٌ } * { وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَّهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَّكْنُونٌ } * { وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِيۤ أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ } * { فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ ٱلسَّمُومِ } * { إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ ٱلْبَرُّ ٱلرَّحِيمُ }

قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وأتبعناهم ذرياتهم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذرياتهم } قرأ أبو عمرو: " وأتْبَعْنَاهم " بقطع الهمزة وفتحها وسكون التاء وتخفيفها ونون وألف، " ذرياتهم " على الجمع، والتاء مكسورة في اللفظ على إضافة الفعل إلى الله تعالى، إجراء [للكلام] على سَنَن واحد؛ لأن قبله " وزوجناهم " ، وبعده " ألحقنا بهم " " وما ألتناهم " و " ذرياتهم " نصب بوقوع الفعل عليهم، والتاء غير أصلية، فلفظ النصب فيها كلفظ الخفض؛ لأنها تاء جماعة المؤنث، كالمسلمات والصالحات.

وقرأ الباقون: " واتَّبعتهم " بوصل الألف وتشديد التاء وبعد العين تاء ساكنة، على إضافة الفعل إلى الذرية، " ذريَّتُهم " على التوحيد والرفع.

ووافق ابن عامر أبا عمرو في جمع " ذرياتهم " ، غير أنه رفع بإسناد الفعل إليهم.

وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو: " ألحقنا بهم ذرياتهم " على الجمع. وقرأ الباقون " ذُرَيَّتهم " على التوحيد ونصب التاء.

والذرية لفظ واقع على الواحد والجمع، والمراد هاهنا: الجمع.

والباء في " بإيمان " للسببية. المعنى: ألحقنا بهم ذرياتهم بسبب إيمانهم، ليتكامل حُبُورُهُم وسرورهم بانضمام ذريتهم إليهم، وإن لم تكن ذريتهم من أهل تلك الدرجات التي بلغتها الآباء بأعمالهم، كما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله يرفع ذرية المؤمن حتى يلحقهم به، وإن كانوا دونه في العمل لتقرّ بهم عينُه، ثم قرأ: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ... الآية } ".

وقد أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه من حديث علي عليه السلام، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن المؤمنين وأولادهم في الجنة، وإن المشركين وأولادهم في النار، ثم قرأ: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَٱتَّبَعَتْهُمْ... } الآية ".

وقيل: بسبب إيمان الذرية، فيكون معنى التنكير في " إيمان " على القول الأول: التعظيم لذلك الإيمان، أي: بإيمان عظيم المحل كامل الأوصاف، وعلى القول الثاني على معنى: بشيء من إيمان الذرية.

قال صاحب كشف المشكلات: الباء في " بإيمان " حال، إما من الفاعل، أو من المفعول، أو منهما جميعاً.

قرأ ابن كثير: " وما ألِتْنَاهُم " بكسر اللام. وروى ابن شنبوذ: إسقاط الهمزة.

وقرأ الباقون من العشرة: " وما أَلَتْنَاهُم " بفتح اللام مع الهمزة.

قال أبو علي وغيره: هما لغتان، أَلَتَ يَأْلِتُ، مثل: ضَرَبَ يَضْرِب، وألِتَ يَألَتُ مثل: عَلِمَ يَعْلَمُ.

وقرأ ابن السميفع: " آلَتْنَاهُم " بمد الهمزة مع فتح اللام.

وقرأ الضحاك وعاصم الجحدري: " ولَتْنَاهُم " بواو مفتوحة من غير همز مع فتح اللام.

قال ابن جني: يقال: أَلَتَهُ يُؤْلِتُهُ إِيلاتاً، وَلاَتَهُ يَلِيتُهُ لَيْتاً.

السابقالتالي
2