الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلطُّورِ } * { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } * { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } * { وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } * { وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } * { وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } * { مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ } * { يَوْمَ تَمُورُ ٱلسَّمَآءُ مَوْراً } * { وَتَسِيرُ ٱلْجِبَالُ سَيْراً } * { فَوَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ فِي خَوْضٍ يَلْعَبُونَ } * { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } * { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } * { أَفَسِحْرٌ هَـٰذَا أَمْ أَنتُمْ لاَ تُبْصِرُونَ } * { ٱصْلَوْهَا فَٱصْبِرُوۤاْ أَوْ لاَ تَصْبِرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { وَٱلطُّورِ } هو الجبل الذي كَلَّمَ الله تعالى عليه موسى عليه الصلاة والسلام. وقد ذكرناه في البقرة.

{ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } روى أبو صالح عن ابن عباس: أنه اللوح المحفوظ.

ويرد على هذا القول إشكال لم أرهم تعرّضوا لذكره فضلاً عن جوابه، وهو أنه وصف الكتاب بقوله: { فِي رَقٍّ }.

واللوح المحفوظ بنص ابن عباس: دُرَّةٌ بيضاء.

وقال ابن السائب: هو ما كتبه الله تعالى لموسى وهو يسمع صرير القلم.

والأظهر في التفسير: أن الكتاب المسطور: كَتْبُ أعمال بني آدم.

قال مقاتل: تخرج إليهم أعمالهم يومئذ.

[ { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } يعني: أديم الصحف.

قال الثعلبي: ونظيره] قوله:وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً } [الإسراء: 13]، وقوله:وَإِذَا ٱلصُّحُفُ نُشِرَتْ } [التكوير: 10].

وقيل: هو ما كتبه الله تعالى للخلق من السابقة والعاقبة.

وحكى الماوردي قولين آخرين:

أحدهما: أنه التوراة.

والآخر: أنه القرآن.

والرّق: الصحيفة.

وقيل: الجلد الذي يُكتب فيه.

والمنشور: المبسوط.

{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ } قال الحسن: هو البيت الحرام.

والصحيح ما ذهب إليه الجمهور: أنه بيت في السماء، يسمى: الضُّرَاح.

قال ابن عباس: هو على سمت البيت الحرام، حتى لو سقط لسقط عليه، يحجه كل يوم سبعون ألف ملك، ثم [لا] يعودون فيه حتى تقوم الساعة، يسمى: الضُّرَاح.

والضُّراح: بالضاد المعجمة. قال ابن فارس: هو بيت في السماء.

وقال الربيع بن أنس: أنه كان في الأرض في موضع الكعبة في [زمان] آدم، حتى كان زمان نوح، فأمرهم أن يحجوا إليه، فعصوه، فلما طغى الماء رُفع فجعل في سماء الدنيا حذاء البيت الحرام، وبوأ الله تعالى لإبراهيم الكعبة حيث كان.

واختلفوا في أيّ سماء هو؛ فروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه في السماء السابعة.

وحديث مالك بن صعصعة المخرج في الصحيحين يدل عليه.

وروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه في السماء الدنيا.

وروي عن علي رضي الله عنه: أنه في السماء السادسة. والله تعالى أعلم.

والمعنى: أنه معمور بمن يغشاه ويحجه من الملائكة، أو من الناس؛ إن قلنا هو البيت الحرام.

{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ } قال علي عليه السلام: هو السماء. وإليه ذهب جماهير العلماء.

وقال الربيع بن أنس: هو العرش.

{ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ } قال علي عليه السلام: هو بحر تحت العرش، ماؤه غليظ، يُمْطَر العباد منه بعد النفخة الأولى أربعين صباحاً، فينبُتون في قبورهم. وهذا قول ابن السائب ومقاتل وجمهور العلماء.

وقال الماوردي: هو بحر الأرض، قال: وهو الظاهر.

وأما المسجور؛ فقال أبو صالح وابن السائب وقتادة وعامة اللغويين: هو الممتلئ.

وقال مجاهد: الموقد ناراً.

قال شمر بن عطية: هو بمنزلة التنور المسجور.

وقال ابن عباس في رواية عطية وذي الرمة الشاعر وأبو العالية: هو اليابس الذي [قد] ذهب ماؤه ونضب.

السابقالتالي
2