الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } * { قَالُوۤاْ إِنَّآ أُرْسِلْنَآ إِلَىٰ قَوْمٍ مُّجْرِمِينَ } * { لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن طِينٍ } * { مُّسَوَّمَةً عِندَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ } * { فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } * { فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } * { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } * { وَفِي مُوسَىٰ إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ } * { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } * { فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي ٱلْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ } * { وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } * { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ } * { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } * { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } * { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } * { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ }

فـ { قَالَ } لهم: { فَمَا خَطْبُكُمْ } أي: ما شأنكم { أَيُّهَا ٱلْمُرْسَلُونَ }.

{ فَأَخْرَجْنَا مَن كَانَ فِيهَا } أي: في قرى قوم لوط { مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، وذلك قوله تعالى:فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ } [هود: 81].

{ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ } أي: غير أهل بيت { مِّنَ ٱلْمُسْلِمِينَ } يعني: لوطاً وبنتيه. وصفهم الله بالإسلام والإيمان جميعاً؛ لأن كل مؤمن مسلم.

{ وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً } علامة { لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ ٱلْعَذَابَ ٱلأَلِيمَ } ، وما لم نفسره في هاتين القصتين مُفسّر في هود.

قوله تعالى: { وَفِي مُوسَىٰ } معطوف علىوَفِي ٱلأَرْضِ آيَاتٌ } [الذاريات: 20]، أو على قوله: { وَتَرَكْنَا فِيهَآ آيَةً } ، على معنى: وجعلنا في موسى آية.

{ فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } أي: أعرض بما كان يتقوى به من جنده وملكه، كقوله:أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } [هود: 80].

وقيل: أعرض بجانبه.

و " اليم " مذكور في الأعراف، و " المُليم " في الصافات.

قوله تعالى: { وَفِي عَادٍ } معطوف أيضاً، { إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلرِّيحَ ٱلْعَقِيمَ } وهي التي لا تُنتج خيراً، لا تُنشئ مطراً، ولا تُلقح شجراً، بل هي ريح هلاك وعذاب.

ثم وصفها فقال: { مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ } من أنفسهم وأنعامهم وأموالهم { إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَٱلرَّمِيمِ }.

قال الفراء: الرَّميم: نبات الأرض إذا يبس ودِيسَ.

قوله تعالى: { وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } تفسيره قوله:تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ } [هود: 65] وذلك حين عقروا الناقة.

{ فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ } وقرأ الكسائي: " الصَّعْقَةُ " بسكون العين من غير ألف.

قيل: هما لغتان في الصاعقة [التي] تنزل وتحرق.

وقيل: الصاعقة هي التي تنزل، والصَّعْقَة: الزَّجْرَة، وهي الصوت عند نزول الصاعقة.

{ وَهُمْ يَنظُرُونَ } يرون ذلك عياناً.

وقيل: [ينتظرونه]، على ما ذكرناه في قصتهم.

{ فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ } أي: فما قدروا على نهوضٍ من تلك الصرعة.

{ وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } ممتنعين من العذاب.

قوله تعالى: { وَقَوْمَ نُوحٍ } قرأ أبو عمرو إلا عبد الوارث وأهل الكوفة إلا عاصماً: " وقومِ " بخفض الميم. وروى عبد الوارث: " وقومُ " بالرفع، وقرأ الباقون من العشرة بنصبها.

فالجر على معنى: وفي قوم نوح، وهكذا يقرأ ابن مسعود، والرفع على الابتداء، والنصب على معنى: واذكر قوم نوح. أو هو عطف على المعنى؛ لأن معنى: " فأخذتهم الصاعقة ": أهلكناهم، التقدير: وأهلكنا قوم نوح. أو عطف على معنى: فنبذناهم في اليم، أي: فأغرقناهم وأغرقنا قوم نوح. وهذا الوجه اختيار الزجاج.