الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ } * { يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } * { إِنَّا نَحْنُ نُحْيِـي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } * { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } * { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ }

قوله تعالى: { وَٱسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ ٱلْمُنَادِ } أي: واستمع حديث يوم ينادي المنادي، فحذف المضاف، وهو مفعول به لا ظرف.

والمنادي: إسرافيل عليه السلام.

قال المفسرون: يقف على صخرة بيت المقدس وينادي: يا أيتها العظام البالية، والأوصال المتقطعة، واللحوم المتفرقة، والشعور المتمزقة، إن الله تعالى يأمركن [أن] تجتمعن لفصل القضاء. وهذه هي النفخة الأخيرة.

والصخرة: وسط الدنيا، وهي أقرب الأرض إلى السماء بثمانية عشر ميلاً.

{ يَوْمَ يَسْمَعُونَ ٱلصَّيْحَةَ بِٱلْحَقِّ } بدل من " يوم ينادي المنادي ".

والمعنى: يوم يسمعون الصيحة بالحق، بالأمر الثابت الذي لا مِرْيَةَ فيه، وهو البعث.

{ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْخُرُوجِ } من القبور.

قوله تعالى: { يَوْمَ تَشَقَّقُ ٱلأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً } بدل أيضاً من " يوم ينادي المنادي ".

ويجوز أن يكون منصوباً بقوله: { وَإِلَيْنَا ٱلْمَصِيرُ } أي: يصيرون إلينا في ذلك اليوم.

و " سراعاً " نصب على الحال، تقديره: فيخرجون سراعاً.

{ ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ } هَيِّن.

ثم عزَّى نبيه صلى الله عليه وسلم فقال: { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } أي: بما يقول كفار مكة من تكذيبك والاستهزاء بك، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ } بمسلط تقهرهم على ما تريد.

قال ابن عباس: لم تُبعث لتُجبرهم على الإسلام، إنما بعثت مُذكِّراً، وذلك قبل أن يُؤمر بقتالهم.

{ فَذَكِّرْ بِٱلْقُرْآنِ } عِظْ به { مَن يَخَافُ وَعِيدِ }.

وقرأ يعقوب: " وعيدي " بياء في الحالين.

وكان صلى الله عليه وسلم يُذكّر بالقرآن من يخاف ومن لا يخاف، لكنه خصَّ الخائفين من وعيده بالنار لمن عصاه بالذِّكْر؛ لموضع انتفاعهم به. والله تعالى أعلم.