الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُواْ لَهُ بِٱلْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمْتَحَنَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ }

قال الله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ } السبب في نزولها مع ما في حيزها: ما أخبرنا به الشيخان أبو القاسم بن عبدالله بن عبدالصمد، وأبو الحسن علي بن أبي بكر بن علي البغداديان قالا: أخبرنا عبد الأول، أخبرنا عبدالرحمن بن محمد، أخبرنا عبدالله بن أحمد، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا الحسن بن محمد، حدثنا الحجاج، عن ابن جريج قال: أخبرني ابن أبي مليكة، أن عبد الله بن الزبير أخبرهم: " أنه قدم ركبٌ من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر رضي الله عنه: أمِّرْ القعقاع بن معبد، وقال عمر رضي الله عنه: أمِّر الأقرع بن حابس. فقال أبو بكر: ما أردت إلا خلافي، فقال عمر: ما أردت خلافك، فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما، فنزل في ذلك: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُقَدِّمُواْ بَيْنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ... } حتى انقضت الآية: { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ } " هذا حديث صحيح انفرد بإخراجه البخاري.

قال ابن عباس: نهو أن يتكلموا بين يدي كلام النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال مجاهد: لا تفتاتوا على الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يقضي الله على لسان رسوله.

وقال الحسن: نزلت في قوم ذبحوا قبل أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم، فأمرهم أن يعيدوا الذبح.

وقال قتادة: كان ناس يقولون: لو أنزل فيَّ كذا، لو أنزل فيَّ كذا، فنزلت هذه الآية.

قرأ يعقوب: " لا تَقَدَّمُوا " بفتح التاء والدال، وهي قراءة ابن مسعود، وأبي هريرة، وأبو رزين، وعائشة، وأبي عبد الرحمن السلمي، وعكرمة، والضحاك، وابن سيرين، وقتادة.

وقرأ باقي القراء العشرة: " تُقدِّموا " بضم التاء وكسر الدال.

قال الفراء: كلاهما صواب، يقال: قَدَمت وتقدَّمت.

وقال الزجاج: كلاهما واحد.

وقال ابن جني: المفعول على قراءة العامة محذوف.

والمعنى: لا تسبقوهما بالقول والفعل، ولا تقطعوا أمراً دونهما.

[وقيل]: لا تمشوا بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال الثعلبي: وكذلك بين يدي العلماء، فإنهم ورثة الأنبياء.

ودليل هذا التأويل: ما روى عطاء عن أبي الدرداء قال: " رآني النبي صلى الله عليه وسلم أمشي أمام أبي بكر، فقال: تمشي أمام من هو خير منك في الدنيا والآخرة، وما طلعت شمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين خير وأفضل من أبي بكر رضي الله عنه ".

{ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } في التقدم بين يدي الله ورسوله { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ } لأقوالكم { عَلِيمٌ } بأفعالكم.

قوله تعالى: { لاَ تَرْفَعُوۤاْ أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ ٱلنَّبِيِّ } وبالإسناد قال البخاري: حدثنا [يسرة] بن صفوان بن جميل اللخمي، حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: " كاد الخيّران أن يهلكا، أبو بكر وعمر، رفعا أصواتهما عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم، فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخي بني مجاشع، وأشار الآخر برجل آخر.

السابقالتالي
2