الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } * { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ ٱللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً } * { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ وَٱلْمُشْرِكِينَ وَٱلْمُشْرِكَاتِ ٱلظَّآنِّينَ بِٱللَّهِ ظَنَّ ٱلسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } أي: السكون والطمأنينة { فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بسبب الصلح بعد النطق والانزعاج لما ورد عليهم من صد المشركين إياهم عن البيت، حتى قال عمر: " علام نعطي الدَّنِيَّة في ديننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره ولن يضيعني ".

وقال سهل بن حنيف: [اتهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل] لو أستطيع أن أردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت، والله ورسوله أعلم.

ثم أوقع الله الرضى بما يجري في قلوب المسلمين، فسلَّموا وانقادوا راضين بقضاء الله وتقديره.

{ لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يسلط بعضها على بعض على ما تقتضيه حكمته وعلمه.

قوله تعالى: { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ } سبق آنفاً.

سبب نزولها: قال أهل المعاني: كررت اللام في " ليدخل " بتأويل تكرير الكلام، مجازه: " إنا فتحنا لك ليغفر لك الله، إنا فتحنا لك ليدخل المؤمنين ".

قال مقاتل: فلما سمع بذلك عبد الله بن أبيّ بذلك، انطلق في نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، ما نحن إلا [كهم]، فما نحن عند الله؟ فنزلت: { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ... } الآية.

قال المفسرون: ظنوا أن الله تعالى لن ينصر محمداً والمؤمنين.

قال الضحاك: ظنت أسد وغطفان في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الحديبية أنه سيقتل أو يهزم ولا يعود إلى المدينة سليماً، فعاد ظافراً.

وقيل: هو ظنهم أن لله شريكاً، ولن يبعث الله أحداً عليهم.

[ { دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } ]: مذكورة في براءة.