قوله تعالى: { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } أي: السكون والطمأنينة { فِي قُلُوبِ ٱلْمُؤْمِنِينَ } بسبب الصلح بعد النطق والانزعاج لما ورد عليهم من صد المشركين إياهم عن البيت، حتى قال عمر: " علام نعطي الدَّنِيَّة في ديننا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا عبد الله ورسوله، لن أخالف أمره ولن يضيعني ". وقال سهل بن حنيف: [اتهموا الرأي، فلقد رأيتني يوم أبي جندل] لو أستطيع أن أردّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره لرددت، والله ورسوله أعلم. ثم أوقع الله الرضى بما يجري في قلوب المسلمين، فسلَّموا وانقادوا راضين بقضاء الله وتقديره. { لِيَزْدَادُوۤاْ إِيمَٰناً مَّعَ إِيمَٰنِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } يسلط بعضها على بعض على ما تقتضيه حكمته وعلمه. قوله تعالى: { لِّيُدْخِلَ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ } سبق آنفاً. سبب نزولها: قال أهل المعاني: كررت اللام في " ليدخل " بتأويل تكرير الكلام، مجازه: " إنا فتحنا لك ليغفر لك الله، إنا فتحنا لك ليدخل المؤمنين ". قال مقاتل: فلما سمع بذلك عبد الله بن أبيّ بذلك، انطلق في نفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، ما نحن إلا [كهم]، فما نحن عند الله؟ فنزلت: { وَيُعَذِّبَ ٱلْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ... } الآية. قال المفسرون: ظنوا أن الله تعالى لن ينصر محمداً والمؤمنين. قال الضحاك: ظنت أسد وغطفان في رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الحديبية أنه سيقتل أو يهزم ولا يعود إلى المدينة سليماً، فعاد ظافراً. وقيل: هو ظنهم أن لله شريكاً، ولن يبعث الله أحداً عليهم. [ { دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ } ]: مذكورة في براءة.