الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } * { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً }

قوله تعالى: { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } وهي البيعة التي تقدم ذكرها بالحديبية.

وبهذه الآية سُمّيت بيعة الرضوان.

قال سلمة بن الأكوع: بينا نحن قائلون زمن الحديبية، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس! البيعة البيعة، فصرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة [سمرة]، فبايعناه.

وقال عبد الله بن مغفل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة يبايع الناس، وإني لأرفع أغصانها عن رأسه.

{ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } من الصدق والوفاء والصبر عند اللقاء { فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ } جازاهم على ذلك في العاجل { فَتْحاً قَرِيباً } وهو فتح خيبر، في قول قتادة والأكثرين.

وفتح هجر، في قول الحسن.

وقيل: فتح مكة.

والصحيح: الأول. فإن فتح خيبر كان عقيب انصرافهم من الحديبية، وكانت خيبر ذات عقار وأموال، فاقتسموها واتسعوا بها، فذلك قوله تعالى: { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا }.