قوله تعالى: { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } وهي البيعة التي تقدم ذكرها بالحديبية. وبهذه الآية سُمّيت بيعة الرضوان. قال سلمة بن الأكوع: بينا نحن قائلون زمن الحديبية، نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس! البيعة البيعة، فصرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت شجرة [سمرة]، فبايعناه. وقال عبد الله بن مغفل: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة يبايع الناس، وإني لأرفع أغصانها عن رأسه. { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } من الصدق والوفاء والصبر عند اللقاء { فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ } جازاهم على ذلك في العاجل { فَتْحاً قَرِيباً } وهو فتح خيبر، في قول قتادة والأكثرين. وفتح هجر، في قول الحسن. وقيل: فتح مكة. والصحيح: الأول. فإن فتح خيبر كان عقيب انصرافهم من الحديبية، وكانت خيبر ذات عقار وأموال، فاقتسموها واتسعوا بها، فذلك قوله تعالى: { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا }.