الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } * { ذَلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } * { إِنَّ ٱللَّهَ يُدْخِلُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } * { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ }

{ أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي ٱلأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } سبق تفسيره.

{ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمْ } يقال: دَمَّرَهُ الله تعالى، أي: أهلكه، ودَمَّر عليه، أي: أهلك عليه ما يختص به. فالمعنى: أهلك الله تعالى عليهم أنفسهم وأولادهم وأموالهم، وجميع ما يختص بهم.

ثم هدّد كفار هذه الأمة فقال تعالى: { وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا } أي: أمثال تلك العاقبة أو الهلكة أو السنة.

{ ذَلِكَ } الذي فعله من نصر المؤمنين وتدمير الكافرين { بِأَنَّ ٱللَّهَ مَوْلَى ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } وليُّهم وناصرُهم، { وَأَنَّ ٱلْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَىٰ لَهُمْ } لا ولي لهم ولا ناصر من عذاب الله.

قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ } أي: يتمتعون بمتاع الحياة الدنيا، { وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ ٱلأَنْعَامُ } أي: يأكلون غافلين غير متفكرين فيما يراد بهم.

{ وَٱلنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ } منزل ومقام لهم.

قوله تعالى: { وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ ٱلَّتِيۤ أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } قد ذكرنا في آل عمران اختلاف القراء في " كأيّن " ، وأشرنا إلى معناها هناك. والمراد: أهل قرية، ولذلك قال: أهلكناهم.

قوله تعالى: { فَلاَ نَاصِرَ لَهُمْ } حكاية حال؛ كقوله:فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ } [يس: 9].