الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَـٰذَا كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ لِّسَاناً عَرَبِيّاً لِّيُنذِرَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَبُشْرَىٰ لِلْمُحْسِنِينَ }

قوله تعالى: { وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَىٰ } أي: ومن قبل القرآن كتاب موسى، و " كتاب موسى ": مبتدأ، والظرف خبر مقدم عليه، وبه انتصب " إماماً " على الحال، كقولك: في الدار زيد قائماً.

وقال أبو عبيدة: فيه إضمار، تقديره: أنزلناه إماماً ورحمة.

وقال الأخفش: انتصب على القطع.

ومعنى: " إماماً ": قدوة يؤتم به في دين الله وشرائعه، " ورحمة " لمن آمن واتبعه.

{ وَهَـٰذَا } يعني: القرآن { كِتَابٌ مُّصَدِّقٌ } لكتاب موسى.

وقيل: مصدق لما تقدمه من كتب الله.

{ لِّسَاناً عَرَبِيّاً } حال من ضمير الكتاب في " مصدق " ، والعامل فيه: " مصدق ". ويجوز أن ينتصب عن " كتاب " لتخصصه بالصفة، ويعمل فيه معنى الإشارة. ويجوز أن يكون مفعولاً لـ " مصدق " ، أي: يصدق ذا لسان عربي، وهو الرسول صلى الله عليه وسلم.

قرأتُ لأبي جعفر يزيد بن القعقاع ونافع وابن عامر وابن فليح عن ابن كثير، وهبة الله عن اللهبي عن ابن كثير أيضاً، وللمفضل عن عاصم، وليعقوب الحضرمي: " لتنذر " بالتاء، على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

وقرأتُ لباقي العشرة من جميع طرقهم اللاتي خرجها الإمام أبا طاهر أحمد بن علي بن عبيدالله بن سوار المقرئ رحمه الله في كتابه " المستنير " ، وقرأتُ بجميع ما فيه على شيخنا العلامة أبي البقاء عبدالله بن الحسين اللغوي تلاوة، وأخبرني أنه قرأ بجميع ذلك وهو ما فيه على الشيخ أبي الحسن علي بن المرحب البطائحي تلاوة، وأخبره أنه قرأ بجميع ما فيه على ابن سوار المصنف تلاوة: " لينذر " بالياء، يعني: الكتاب.

{ وَبُشْرَىٰ } أي: وهو بشرى { لِلْمُحْسِنِينَ } الموحدين.

وقيل: " وبشرى " في محل النصب عطفاً على " لتنذر " ، فإنه في محل النصب؛ لأنه مفعول له.