قوله تعالى: { تَلْكَ } إشارة إلى [ما] تقدم إنزاله من القرآن، أو إلى هذه الحجج المذكورة. { ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِٱلْحَقِّ } مُفسّر في سورة البقرة. { فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ ٱللَّهِ وَءَايَٰتِهِ يُؤْمِنُونَ } مُفسّر في الأعراف. قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص: " يؤمنون " بالياء حملاً على ما قبله من الغيبة. وقرأ الباقون بالتاء، حملاً على قوله تعالى:{ وَفِي خَلْقِكُمْ } [الجاثية: 4]، أو على معنى: قل لهم يا محمد فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون. قوله تعالى: { وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ } قال ابن عباس: نزلت في النضر بن الحارث. و " الويل " مذكور في البقرة، و " الأفاك الأثيم " في الشعراء، والتي تليها في سورة لقمان. قوله تعالى: { وَإِذَا عَلِمَ مِنْ ءَايَٰتِنَا } وقرأ ابن مسعود بضم العين وكسر اللام وتشديدها. والمعنى: وإذا أحس بشيء من جملة الآيات التي أنزلها الله على محمد صلى الله عليه وسلم { ٱتَّخَذَهَا هُزُواً }. وقيل: المعنى: وإذا علم من آياتنا شيئاً يتشبث به المعاند اتخذها هزؤاً وسلّماً يرقى فيه إلى أغراضه الفاسدة، { أُوْلَـٰئِكَ } يشير إلى كل أفّاك أثيم. قوله تعالى: { مِّن وَرَآئِهِمْ جَهَنَّمُ } مُفسّر في سورة إبراهيم. { وَلاَ يُغْنِي عَنْهُم مَّا كَسَبُواْ } من الأموال وزينة الدنيا { شَيْئاً } أي: لا ينفع ولا يدفع عنهم شيئاً من العذاب، كقوله تعالى:{ لَّن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ شَيْئاً } [المجادلة: 17]، { ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء } يعني: آلهتهم لا تدفع عنهم أيضاً شيئاً من العذاب. قوله تعالى: { هَـٰذَا هُدًى } يريد: القرآن { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من هذه الأمة وغيرهم { بِآيَٰتِ رَبِّهِمْ } القرآن وغيره من كتب الله تعالى { لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ }. وقرئ: " أليمٌ " [بالرفع]. وقد [ذكرناه] في سورة سبأ، و " الرجز " في الأعراف.