الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَوْزُ ٱلْمُبِينُ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱسْتَكْبَرْتُمْ وَكُنتُمْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } * { وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا قُلْتُم مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ إِلاَّ ظَنّاً وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ } * { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُواْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } * { وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّاصِرِينَ } * { ذَلِكُم بِأَنَّكُمُ ٱتَّخَذْتُمْ ءَايَٰتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَغَرَّتْكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } * { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ رَبِّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَرَبِّ ٱلأَرْضِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { وَلَهُ ٱلْكِبْرِيَآءُ فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَهُوَ ٱلْعِزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

فإن قيل: أين جواب " أما " في قوله: { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ }؟

قلتُ: هو محذوف، تقديره: فيقال لهم: { أَفَلَمْ تَكُنْ ءَايَٰتِى تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ }.

فإن قيل: أين المعطوف عليه بالفاء؟

قلتُ: هو محذوف أيضاً، تقديره: ألم تأتكم رسلي، فلم تكن آياتي تتلى عليكم.

قوله تعالى: { وَٱلسَّاعَةُ لاَ رَيْبَ فِيهَا } قرأ حمزة: " والساعةَ " بالنصب. وقرأ الباقون بالرفع، فمن نصب عطف على " الوعد " ، ومن رفع عطف على محل " إنَّ " واسمها.

{ قُلْتُم } إنكاراً وتكذيباً: { مَّا نَدْرِي مَا ٱلسَّاعَةُ إِن نَّظُنُّ } قيامها { إِلاَّ ظَنّاً }.

وباقي الآية توكيد منهم لنفي علمهم بصحة كونها.

{ وَقِيلَ ٱلْيَوْمَ نَنسَاكُمْ } نترككم في النار { كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي: كما تركتم الإيمان به والاستعداد له.

قال الزجاج: والدليل على ذلك قوله تعالى: { وَمَأْوَاكُمُ ٱلنَّارُ }.

{ فَٱلْيَوْمَ لاَ يُخْرَجُونَ مِنْهَا } وقرأ حمزة والكسائي: " يَخْرُجُون " بفتح الياء وضم الراء.

{ وَلاَ هُمْ يُسْتَعَتَبُونَ } يطلب منهم أن يعتبوا ربهم، أي: يرضوه. وهو مُفسّر في المصابيح وغيرها.

ثم حمد نفسه جَلَّت عظمته مُعَلِّماً لعباده كيف يحمدونه ويعظمونه فقال: { فَلِلَّهِ ٱلْحَمْدُ } إلى آخر السورة.

والكبرياء: العَظَمَة.

وقيل: السلطان والشرف. والله تعالى أعلم.