الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ ءَايَٰتُنَا بَيِّنَاتٍ مَّا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ٱئْتُواْ بِآبَآئِنَآ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلِ ٱللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَلِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاَعةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا ٱلْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }

وما بعده سبق تفسيره في مواضعه إلى قوله تعالى: { وَتَرَىٰ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً }.

قال ابن عباس: مجتمعة.

وقال قتادة: جماعات، من الجَثْوَة، وهي الجماعة. وقد ذكرناه في سورة مريم.

وقال مجاهد: مستوفزة.

وقال الحسن: باركة على الركب.

قال سلمان الفارسي رضي الله عنه: في القيامة ساعة هي عشر سنين، يكون الناس فيها جثاة على ركبهم، حتى إن إبراهيم عليه السلام ينادي: نفسي نفسي، لا أسألك إلا نفسي.

وقرئ: " جَاذِيَةً " بالذال المعجمة، والجذوّ أشد استيفازاً من الجثو؛ لأن الجاذي هو الذي يجلس على أطراف أصابعه.

{ كُلُّ أمَّةٍ تُدْعَىٰ إِلَىٰ كِتَابِهَا } وقرأت على شيخنا أبي البقاء ليعقوب من بعض طرقه: " كُلَّ أمَّةٍ " بالنصب.

فمن رفع فعلى الابتداء، ومن نصب جعله بدلاً مما قبله.

قال ابن [عباس]: تدعى إلى كتابها الذي فيه حسناتها وسيئاتها.

وقال الشعبي: تدعى إلى حسابها. وهو قول الفراء وابن قتيبة، وهو يرجع إلى القول.

وقيل: إلى كتابها الذي أنزل على رسولها.

{ هَـٰذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِٱلْحَقِّ } قال ابن السائب: كتاب الأعمال الذي كتبته الحفظة.

وقال مقاتل: اللوح المحفوظ.

وقال ابن قتيبة: المعنى: هذا القرآن يدلكم ويذكركم، فكأنه ينطق عليهم.

{ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ } أي: نأمر الملائكة بكتب أعمالكم في الدنيا. هذا معنى قول علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقال أكثر المفسرين: نأمر الملائكة أن ينسخوا من اللوح المحفوظ في كل عام ما يكون من أعمال بني آدم فيه. قالوا: والاستنساخ لا يكون إلا من أصل.

وقال الحسن: ونستنسخ ما حفظته عليكم الملائكة.