الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } * { طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } * { كَٱلْمُهْلِ يَغْلِي فِي ٱلْبُطُونِ } * { كَغَلْيِ ٱلْحَمِيمِ } * { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } * { ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ } * { ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } * { إِنَّ هَـٰذَا مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ }

قوله تعالى: { إِنَّ شَجَرَتَ ٱلزَّقُّومِ } وهي مذكورة في سورة الصافات.

{ طَعَامُ ٱلأَثِيمِ } أي: الفاجر الكثير الآثام.

ويروى: " أن رجلاً كان يقرأ هذه الآية على أبي الدرداء ويقول: " طعام اليثيم " ، وأبو الدرداء يرددها عليه ولسانه لا يجري بها، فقال أبو الدرداء: قل: طعام الفاجر ".

فقال الزمخشري: ومن هذا أجاز أبو حنيفة القراءة بالفارسية على شريطة، [وهي]: أن يؤدي القارئ المعاني على كمالها من غير أن يخرم منها شيئاً. قالوا: وهذه الشريطة تشهد أنها إجازة كلا إجازة؛ لأن في كلام العرب خصوصاً في القرآن الذي هو معجز بفصاحته وغرابة نظمه وأساليبه من لطائف المعاني والأغراض ما لا يستقل بأدائه لسان من فارسية وغيرها، وما كان أبو حنيفة يحسن الفارسية، فلم يكن ذلك منه عن تحقق وتبصر.

وروى علي بن الجعد عن أبي يوسف عن أبي حنيفة مثل قول صاحبيه في إنكار القراءة بالفارسية.

و " المهل " مذكور في سورة الكهف.

قرأ ابن كثير وحفص: " يغلي " بالياء؛ لتذكير الطعام.

فإن قيل: هل يجوز أن يراد المهل؟

قلتُ: لا؛ لأنه ذكر ليشبه به الطعام.

وقرأ الباقون: " تغلي " بالتاء؛ لتأنيث الشجرة.

والحميم: الماء الحار الذي انتهى غليانه. وقدم ذكره أيضاً.

قوله تعالى: { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ } وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: " فَاعْتُلُوهُ " بضم التاء. وقرأ الباقون بكسرها.

والمعنى: خذوه أيها الزبانية وقودوه إلى النار بعنف وغلظة، ومنه: العُتُلّ، وهو الغليظ الجافي.

" إلى سواء الجحيم " أي: وسط النار.

قال مقاتل: هذه الآيات في أبي جهل، يضربه المَلَك من خُزَّان جهنم على رأسه بمقمعة من حديد، فتثقب دماغه، فيجري دماغه على جسده، ثم يصب الملك في النقب ماءً حميماً قد انتهى حرّه، فيقع في بطنه، ثم يقول له الملك: { ذُقْ } العذاب { إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ }.

قرأ الكسائي: " ذُقْ أَنَّكَ " بفتح الهمزة، على معنى: ذق لأنك، أو بأنك. وكسرها الباقون على الاستئناف.

وفي الحديث: أنه قال يوماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما بين جبليها أعز ولا أكرم مني " ، فيكون هذا القول له في النار خارجاً على مذهب الاستهزاء به والتوبيخ له.

قال قتادة: إنك أنت العزيز الكريم عند نفسك.

وقيل: إنك أنت العزيز الكريم على قومك.

ثم تقول الخَزَنَة للكفار توبيخاً لهم وتصغيراً: { إِنَّ هَـٰذَا } إشارة إلى ما وقعوا فيه من العذاب { مَا كُنتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ } تشكُّون أو تتلاحون وتتمارون فيه.