قوله تعالى: { وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْمُهِينِ } وهو ما كان فرعون يعدهم به من استخدامهم في الأعمال الشاقة، واستحياء النساء، وقتل الأبناء. { مِن فِرْعَوْنَ } أي: من العذاب المهين الواقع من فرعون، ويجوز أن يكون " من فرعون " بدلاً من " العذاب المهين " ، كأنه في نفسه عذاب؛ لفرط توغله فيه. وقرئ: " مِنْ عَذَابِ المهين " على إضافة العذاب إلى المهين، وهو فرعون. { إِنَّهُ كَانَ عَالِياً } متكبراً { مِّنَ ٱلْمُسْرِفِينَ } وهما خبرا " كان ". قوله تعالى: { وَلَقَدِ ٱخْتَرْنَاهُمْ عَلَىٰ عِلْمٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } " على عِلْم " في محل الحال. والمعنى: ولقد اخترنا بني إسرائيل عالمين بما اخترناه على عالمي زمانهم. وقيل: هو على عمومه، على معنى: اخترناهم على جميع العالمين، بأن جعلنا الأنبياء منهم، وأكرمناهم بإنزال المنّ والسلوى، وتظليل الغمام عليهم، وغير ذلك من الآيات العظام والعجائب المختصة بهم. { وَآتَيْنَاهُم مِّنَ ٱلآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُّبِينٌ } نعمة ظاهرة.