الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } * { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } * { يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَتِلْكَ ٱلْجَنَّةُ ٱلَّتِيۤ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ }

قال محمد بن جرير رحمه الله: حدثنا ابن عبدالأعلى قال: [حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة قال]: حدثنا المعتمر، عن أبيه قال: سمعت أن الناس حين يبعثون ليس منهم أحد إلا فزع، فينادي مناد: يا عباد الله لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون، فيرجوها الناس كلهم، فيتبعها الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، فييأس [الناس] منها غير المسلمين.

وفي لفظ آخر: ينادي مُناد يوم القيامة: { يا عبادي... الآية } ، [فيرفع] الخلائق رؤوسهم، فيقول: الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين، فينكس الكفار رؤوسهم.

وقوله تعالى: { الذين آمنوا } في محل النصب صفة لـ " عبادي ".

{ ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون } قرناؤكم أو زوجاتكم، " تحبرون " تنعمون وتسرون سروراً يظهر حباره، أي: أثره عليكم.

وقد فسرنا " تحبرون " في سورة الروم.

قوله تعالى: { يُطاف عليهم بصحاف من ذهب وأكواب } الصِّحَاف: جمع صَحْفَة، وهي القَصْعَة، والأكواب: جمع كُوب، وهو إناء مستدير لا عُروة له.

قال الفراء وغيره: الكوب: [الكوز] المستدير الرأس الذي لا عُروة له ولا خرطوم. قال عدي:
مُتَّكِئاً تَصْفِقُ أبوابُهُ يَسْعَى   عليه العبدُ بالكُوب
وقال الأعشى:
صَريفيَّةٌ [طَيِّبٌ] طعمُها   لها زبدٌ بين كُوبٍ ودَنِّ
قال بعض أهل [اللغة]: إنما كانت بغير عرى ليشرب الشارب من أين ناحية منها شاء.

أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن أدنى أهل الجنة منزلة لَمَنْ له سبع درجات، وهو على السادسة وفوقه سبعة، وإن له لثلاثمائة خادم، ويُغْدَى عليه ويراح بثلاثمائة صحفة، ولا أعلمه [إلا قال]: من ذهب في كل صحفة لون ليس في الأخرى، وإنه ليلذ أوله كما [يلذ] آخره، وإنه ليقول: يا رب لو أذنت [لي] لأطعمتُ أهل الجنة وسقيتهم [لم ينقص] مما عندي شيء، وإن له من الحور العين لاثنتين وسبعين زوجة سوى أزواجه التي في الدنيا، وإن الواحدة منهن لتأخذ مقعدها قدر ميل من الأرض ".

وقرأتُ على أبي المجد القزويني، أخبركم أبو منصور الطوسي فأقرّ به قال: حدثنا الحسين بن مسعود الفراء قال: أخبرنا ابن أبي توبة، أخبرنا أبو طاهر [الحارثي]، أخبرنا محمد بن يعقوب الكسائي، أخبرنا عبدالله بن محمود، أخبرنا إبراهيم بن عبدالله الخلال، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن محمد بن سليم، عن الحجاج بن عتاب العبدي، عن عبدالله بن معبد الزِّمَّاني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " أدنى أهل الجنة منزلة وما منهم دان لمن يغدو عليه [ويروح] عشرة آلاف خادم، مع كل خادم منهم طريفة ليست مع صاحبه ".

قوله تعالى: { وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين } وقرأ نافع وابن عامر وحفص: { تشتهيه الأنفس } بإثبات الهاء.

السابقالتالي
2