الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَٱتَّبِعُونِ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { وَلاَ يَصُدَّنَّكُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ } * { وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ } * { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } * { فَٱخْتَلَفَ ٱلأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ ٱلسَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } * { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ }

قوله تعالى: { وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ } قال الحسن وسعيد بن جبير: الضمير في " وإنه " للقرآن.

وقال ابن عباس والجمهور: الضمير لعيسى عليه السلام. وهو الصحيح.

والمعنى: وإن عيسى بن مريم شرطٌ من أشراط الساعة تُعْلَمُ به، فسمي الشرط علماً لحصول العلم به.

وقيل: المعنى: وإنه لدليل على الساعة والبعث بما أجري على يديه من إحياء الموتى.

وقرأ جماعة، منهم: ابن عباس، وأبو رزين، وأبو عبد الرحمن السلمي، وابن محيصن، وحميد: " لعَلَم " بفتح العين واللام، أي: علامة وأمارة على الساعة وكونها، أو على قربها.

والأول أوجه؛ لقوله تعالى: { فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا }.

أخبرنا الشيخان أبو القاسم السلمي، وأبو الحسن الصوفي البغداديان قالا: أخبرنا أبو الوقت عبدالأول، أخبرنا عبدالرحمن، أخبرنا عبدالله، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن نافع مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كيف أنتم إذا [نزل] عيسى بن مريم فيكم وإمامكم منكم " هذا حديث متفق على صحته. أخرجه مسلم عن حرملة بن يحيى، عن ابن وهب، عن يونس.

وقرأتُ على أبي المجد القزويني، أخبركم محمد بن أسعد فأقرَّ به، حدثنا أبو محمد الحسين بن مسعود البغوي، أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا [عبدالعزيز بن] عبدالله بن الماجشون، عن ابن شهاب، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده ليوشكنَّ أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً عدلاً، يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، فيفيض المال حتى لا يقبله أحد " هذا حديث متفق على صحته. أخرجه البخاري عن إسحاق، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح. وأخرجه مسلم عن قتيبة، عن الليث، كل عن ابن شهاب.

قوله: " يكسر الصليب، ويقتل الخنزير " إشارة إلى أنه يُبطل دين النصرانية، ويحكم بالشريعة المحمدية.

قوله: " ويضع الجزية " أي: يسقطها، ويحمل أهل الكتاب على دين الإسلام.

وقيل: معنى وضع الجزية: أن المال يكثر حتى لا يوجد محتاج، يدل عليه تمام الحديث.

وفي حديث آخر: " أن عيسى عليه السلام ينزل على ثنية من الأرض المقدسة، يقال لها: أَفِيق، وعليه مُمَصَّرتان، وشعر رأسه دهين، وبيده حربة، هي التي يقتل بها الدجّال، فيأتي بيت المقدس والناس في صلاة الغداة والإمام يؤم بهم، فيتأخر الإمام فيقدمه عيسى عليه السلام، ويصلي خلفه على شريعة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويُخَرِّبُ البِيَع والكنائس، ويقتل النصارى إلا من آمن به ".


السابقالتالي
2