قوله تعالى: { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } أي: استجيبوا له [بالتوحيد] والطاعة. وقوله: { مِنَ ٱللَّهِ } " مِنْ " صلة " لا مردّ " ، على معنى: لا يرده الله بعد ما حكم به، أو " مِنْ " صلة " يأتي " ، أي: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على ردِّه. { مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ } تلجؤون إليه { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } يحتمل وجهين: أحدهما: من منكر ينكر ويغيِّر ما بكم. قاله ابن السائب. الثاني: ما لكم من إنكار، أي: لا تقدرون أن تنكروا شيئاً. قاله جماعة، منهم الزجاج. { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } سبق تفسيره. { إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } منسوخ بآية القتال عند أكثر المفسرين. { وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ } هو اسم جنس. قال المفسرون: يريد: الكافر. { مِنَّا رَحْمَةً } نعمة من صحة وغنى وغيرهما، { فَرِحَ بِهَا } أعجب بها غير شاكر ولا ذاكر. { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } بلاء من مرض وفقر وغيرهما { فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } بالله ونعمه.