الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } * { فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ }

قوله تعالى: { ٱسْتَجِيبُواْ لِرَبِّكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ ٱللَّهِ } أي: استجيبوا له [بالتوحيد] والطاعة.

وقوله: { مِنَ ٱللَّهِ } " مِنْ " صلة " لا مردّ " ، على معنى: لا يرده الله بعد ما حكم به، أو " مِنْ " صلة " يأتي " ، أي: من قبل أن يأتي من الله يوم لا يقدر أحد على ردِّه.

{ مَا لَكُمْ مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ } تلجؤون إليه { وَمَا لَكُمْ مِّن نَّكِيرٍ } يحتمل وجهين:

أحدهما: من منكر ينكر ويغيِّر ما بكم. قاله ابن السائب.

الثاني: ما لكم من إنكار، أي: لا تقدرون أن تنكروا شيئاً. قاله جماعة، منهم الزجاج.

{ فَإِنْ أَعْرَضُواْ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } سبق تفسيره.

{ إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ } منسوخ بآية القتال عند أكثر المفسرين.

{ وَإِنَّآ إِذَآ أَذَقْنَا ٱلإِنسَانَ } هو اسم جنس.

قال المفسرون: يريد: الكافر.

{ مِنَّا رَحْمَةً } نعمة من صحة وغنى وغيرهما، { فَرِحَ بِهَا } أعجب بها غير شاكر ولا ذاكر. { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ } بلاء من مرض وفقر وغيرهما { فَإِنَّ ٱلإِنسَانَ كَفُورٌ } بالله ونعمه.