الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } * { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } * { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ }

قوله تعالى: { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن وَلِيٍّ مِّن بَعْدِهِ } أي: ما له من ولي بعد الله يتولى هدايته، أو منعه من الله تعالى.

{ وَتَرَى ٱلظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } في الدار الآخرة { يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } مرجع إلى الدنيا لنصلح ما أفسدنا.

{ وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي: على النار، ودلّ عليها ذكر العذاب من قبل.

{ خَاشِعِينَ } خاضعين متواضعين { مِنَ ٱلذُّلِّ }. وبعض القُرّاء يقف على: " خاشعين " ، ويبتدئ: { مِنَ ٱلذُّلِّ يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } فيجعل " من الذل " متعلقاً بـ " ينظرون ".

قال الأخفش: الطَّرْفُ: العين.

قال ابن عباس: " من طرف خفي ": أي: ذليل.

وقال قتادة: يسارقون النظر.

وقال أبو عبيدة: ينظرون ببعض العين.

ويروى: أنهم يحشرون عُمْياً فلا ينظرون إلى النار إلا بقلوبهم، وهو النظر من طرف خفي.

وفيه بُعْدٌ.

وكان يونس يقول: " مِنْ " بمعنى الباء، [مجازه]: بطرف خفي.

قوله تعالى: { يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } إن تعلق بـ " خسروا "؛ كان المعنى: وقال الذين آمنوا في الدنيا إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة.

وإن تعلق بـ " قال "؛ كان المعنى: وقال الذين آمنوا يوم القيامة إذا رأوا المشركين على الصفة الفظيعة والحال الشنيعة: إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم.