الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } * { إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ }

قوله تعالى: { وَجَزَآءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } مثل قوله تعالى:فَمَنِ ٱعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَٱعْتَدُواْ عَلَيْهِ } [البقرة: 194]. وقد سبق الكلام عليه.

قال مجاهد والسدي: إذا قال له كلمة أجابه بمثلها من غير أن يتعدَّى.

وقال مقاتل: هذا في القصاص في الجراحات والدماء.

ثم رغب في العفو فقال: { فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى ٱللَّهِ } تعالى.

قال الحسن: إذا كان يوم القيامة ينادي مُنادٍ: ليقم من كان أجره على الله، فلا يقوم إلا من عفا.

{ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلظَّالِمِينَ } الذين يبدؤون بالظلم.

{ وَلَمَنِ ٱنتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ } هذا من باب إضافة المصدر إلى المفعول. ويفسره قراءة من قرأ: " بعد ما ظُلِمَ ".

{ فَأُوْلَـٰئِكَ } إشارة إلى معنى " من " دون لفظها { مَا عَلَيْهِمْ مِّن سَبِيلٍ } بعقاب ولا عاب ولا عتاب.

{ إِنَّمَا ٱلسَّبِيلُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَظْلِمُونَ ٱلنَّاسَ } يبتدؤونهم بالظلم، { وَيَبْغُونَ فِي ٱلأَرْضِ } بالفساد والتكبر { بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }.

{ وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ } أي: صبر على الظلم، وغفر فلم ينتصر { إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ } مُفسّر في آل عمران.

ويروى: أن رجلاً سَبَّ رجلاً في مجلس الحسن البصري، فكان المسبوب يكظم، ويعرق فيمسح العرق، ثم قام فتلا هذه الآية، فقال الحسن: عقلها والله [وفهمها] إذ ضيّعها الجاهلون.