الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } * { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ ٱللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ }

قوله تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ } أي: من كان يريد بعمله ثواب الآخرة { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } الحسنة بعشر أمثالها ونزيد.

وقيل: نزد له نشاطاً وقوة في الطاعة.

{ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا } قال ابن قتيبة: يقال: فلان يحرث للدنيا، أي: يعمل لها ويجمع المال.

{ نُؤْتِهِ مِنْهَا } قال السدي: هو المنافق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه سهمه من الغنيمة.

{ وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } لأنه عمل لغير الله.

قوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } الهمزة للتقرير والتقريع، وشركاؤهم: شياطينهم الذين أطاعوهم في الشرك وإنكار البعث وإرادة حرث الدنيا، وهذا هو الدين الذي شرعوه لهم لم يأذن به الله.

{ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ } وقد سبق تفسيرها { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي: بين المؤمنين والكافرين، أو بين المشركين وشركائهم.

قوله تعالى: { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } يعني: المشركين، بدليل قوله تعالى: { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ } يعني: في الآخرة { مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ } أي: خائفين مما اجترحوا من الشرك والشك والأعمال السيئة.

ثم قابل ذلك بقوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ } يتمنّون { عِندَ رَبِّهِمْ } منصوب على الظرف لا [بـ " يشاؤون " ]، { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } المنّ العظيم.