قوله تعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلآخِرَةِ } أي: من كان يريد بعمله ثواب الآخرة { نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ } الحسنة بعشر أمثالها ونزيد. وقيل: نزد له نشاطاً وقوة في الطاعة. { وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ ٱلدُّنْيَا } قال ابن قتيبة: يقال: فلان يحرث للدنيا، أي: يعمل لها ويجمع المال. { نُؤْتِهِ مِنْهَا } قال السدي: هو المنافق، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيه سهمه من الغنيمة. { وَمَا لَهُ فِي ٱلآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ } لأنه عمل لغير الله. قوله تعالى: { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ } الهمزة للتقرير والتقريع، وشركاؤهم: شياطينهم الذين أطاعوهم في الشرك وإنكار البعث وإرادة حرث الدنيا، وهذا هو الدين الذي شرعوه لهم لم يأذن به الله. { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ ٱلْفَصْلِ } وقد سبق تفسيرها { لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ } أي: بين المؤمنين والكافرين، أو بين المشركين وشركائهم. قوله تعالى: { وَإِنَّ ٱلظَّالِمِينَ } يعني: المشركين، بدليل قوله تعالى: { تَرَى ٱلظَّالِمِينَ } يعني: في الآخرة { مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُواْ } أي: خائفين مما اجترحوا من الشرك والشك والأعمال السيئة. ثم قابل ذلك بقوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ ٱلْجَنَّاتِ لَهُمْ مَّا يَشَآءُونَ } يتمنّون { عِندَ رَبِّهِمْ } منصوب على الظرف لا [بـ " يشاؤون " ]، { ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ } المنّ العظيم.