الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلِذَلِكَ فَٱدْعُ وَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَآ أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ ٱللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

قوله تعالى: { فَلِذَلِكَ } قال الفراء: المعنى: فإلى ذلك، تقول: دعوت إلى فلان، ودعوت لفلان.

قال ابن السائب: المشار إليه: القرآن.

وقال مقاتل: التوحيد.

والأجود في نظري: أن تكون الإشارة إلى ما دلّ عليه قوله تعالى:شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ } [الشورى: 13].

وقال الزمخشري: المعنى: فلأجل ذلك التفرق ولما حدث بسببه من تَشَعُّب الكفر شعباً { فَٱدْعُ } إلى الاتفاق والائتلاف على الملة الحنيفية، { وَٱسْتَقِمْ } عليها وعلى الدعوة إليها { كَمَآ أُمِرْتَ } أي: كما أمرك الله تعالى في القرآن، { وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَآءَهُمْ } الباطلة المختلفة.

{ وَقُلْ آمَنتُ بِمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِن كِتَابٍ } يريد: الإيمان بجميع الكتب المنزلة؛ لأن الذين تفرقوا آمنوا بالبعض وكفروا بالبعض.

{ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ } إذا ترافعتم إليّ.

وقيل: لأعدل بينكم في تبليغ الرسالة.

{ ٱللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ } فهو يقضي بيننا وبينكم { لَنَآ أَعْمَالُنَا } عبادة الله ودين الإسلام، { وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ } طاعة الشيطان وعبادة الأصنام { لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ } أي: لا خصومة بيننا وبينكم في الدين.

فصل

ذهب أكثر المفسرين إلى نسخ ما اشتملت عليه هذه الآية من مشاهدة الكفار ومتاركتهم. وذهب جماعة من المفسرين إلى أنها محكمة، وأن المعنى: لا حجة بيننا وبينكم بعد ظهور الحق ووضوحه؛ لأن المحاجة بعد ظهور الحجة لا حاجة إليها.