الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَهُ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ يَبْسُطُ ٱلرِّزْقَ لِمَن يَشَآءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { شَرَعَ لَكُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } * { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ }

وما بعده مُفسّر إلى قوله تعالى: { شَرَعَ لَكُم } أي: بيّن وأوضح لكم { مِّنَ ٱلدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحاً }.

قال قتادة: من تحليل الحلال وتحريم الحرام.

قال الحكم: تحريم البنات والأمهات والأخوات.

وقيل: التوحيد.

وقال مجاهد: لم يبعث الله نبياً إلا وصاه بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، والإقرار لله تعالى بالطاعة، فذلك دينه الذي شرع لهم. وهذا المعنى يروى عن ابن عباس.

وقيل: هو قوله تعالى: { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ }. وفي هذه الآية مستدل لمن يرى أن ما لم ينسخ من شرع من قبلنا شرع لنا.

قوله تعالى: { أَنْ أَقِيمُواْ ٱلدِّينَ } في محل النصب على البدل من مفعول " شَرَعَ " ، أو في موضع الرفع، كأنه قيل: ما ذلك المشروع؟ فقال: هو إقامة الدين، ونحوه:نَّ هَـٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً } [الأنبياء: 92].

{ كَبُرَ عَلَى ٱلْمُشْرِكِينَ } أي: عَظُمَ عليهم { مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ } من التوحيد ورفض الأنداد. { ٱللَّهُ يَجْتَبِيۤ إِلَيْهِ مَن يَشَآءُ } الضمير راجع إلى " الدين ". والمعنى: الله يصطفي ويختار لدينه من شاء.

ورأيت في بعض التفاسير: أنهم الذين ولدوا في الإسلام.

{ وَيَهْدِيۤ إِلَيْهِ } يرشد إلى دينه { مَن يُنِيبُ } يقبل إليه من أهل الكفر.

ثم ذمّ أهل الكتاب بكفرهم وظلمهم بعد إيمانهم وعلمهم فقال: { وَمَا تَفَرَّقُوۤاْ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْعِلْمُ } أن الفُرْقة ضلال وفساد.

وقيل: " من بعد ما جاءهم العلم ": وهو نعت محمد صلى الله عليه وسلم وصفته.

{ بَغْياً بَيْنَهُمْ } قال الزجاج: فعلوا ذلك بغياً بينهم، أي: للبغي.

{ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ } وهو عِدَتُهُم بتأخيرهم إلى يوم القيامة، وذلك في قوله تعالى:بَلِ ٱلسَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ } [القمر: 46].

{ لَّقُضِيَ بِيْنَهُمْ } قضاء فصل بإنزال العذاب.

{ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُورِثُواْ ٱلْكِتَابَ } من اليهود والنصارى { مِن بَعْدِهِمْ } أي: من بعد الرسل.

وقيل: " الذين أورثوا الكتاب ": هم أهل الكتاب الذين كانوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم من بعد إسلامهم.

وقيل: " الذين أورثوا الكتاب ": هم المشركون، والكتاب: القرآن.

" من بعدهم " أي: من بعد أهل الكتاب.

{ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ } أي: من الكتاب. وهو القرآن، على الأقوال كلها، أو التوراة، على القولين الأولين.

وقيل: لفي شك من محمد صلى الله عليه وسلم.