الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } * { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ }

ثم أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستدرجهم بألطف طريق وأن يستنزلهم عما هم عليه من العناد فقال: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ } أي: أخبروني { إِن كَانَ } يعني: القرآن { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } هذا الكفر وعاندتموه هذا العناد { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } عن الهدى.

{ سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } قال الحسن ومجاهد: " في الآفاق ": فتح أقطار الأرض، " وفي أنفسهم ": فتح مكة.

وقال قتادة وغيره: سنريهم وقائعنا في الأمم الخالية، وذلك بسيرهم في الأرض، وفي أنفسهم يوم بدر.

وقيل: " وفي أنفسهم ": وهو كونهم خلقوا نطفاً ثم علقاً ثم مضغاً ثم عظاماً، إلى أن نقلوا إلى العقل والتمييز.

{ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ } يريد: القرآن، { أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } فهو يشهد لك وعليهم.

والآية التي بعدها مُفسَّرة فيما مضى، ومضمونها: تهديدهم. والله تعالى أعلم.