الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَّنْ عَمِلَ صَـٰلِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَآءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّـٰمٍ لِّلْعَبِيدِ } * { إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ وَلاَ تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي قَالُوۤاْ آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } * { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ وَظَنُّواْ مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ }

قوله تعالى: { وَمَا تَخْرُجُ مِن ثَمَرَاتٍ مِّنْ أَكْمَامِهَا } قرأ نافع وابن عامر وحفص: " ثَمَراتٍ " على الجمع؛ لأن المعنى عليه؛ لأنه لا يريد ثمرة دون ثمرة. وقرأ الباقون " ثَمَرة " على لفظ الإفراد، والمراد: الكثرة، ويقوِّي ذلك قوله تعالى: { وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَىٰ }.

قال الزمخشري: الكِمُّ -بكسر الكاف-: وعاء الثمرة، كجُفِّ الطَّلْعَة.

وقال غيره: غلافُ كل شيء: كُمُّه، ومنه قيل للقلنسوة: كُمَّة؛ لأنها تغطي الرأس، [ومن هذا] كُمَّا القميص؛ لأنهما يغطيان [اليدين].

والمعنى: وما يحدث من شيء من خروج ثمرة ولا حمل حامل ولا وضعها إلا وهو عالم به.

{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِي } يريد: على زعمهم أنها شركاء في الإلهية.

{ قَالُوۤاْ } يعني: المشركين. وقيل: الشركاء. والأول أظهر.

{ آذَنَّاكَ } أعلمناك بما علمت من عقائدنا الآن، أو يقولون ذلك وقد سبق إعلامهم به أول ما سئلوا.

ثم أعيد عليهم السؤال توبيخاً وتقريعاً، فحكى الله تعالى ذلك عنهم، أو يكون ذلك إنشاء للإيذان.

{ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ } يشهد بأن لك شريك. تبرّؤوا من شركائهم حين تبيَّنوا وحدانية الله تعالى، فلم ينفعهم ذلك.

وإن قلنا: هو من قول الشركاء، فالمعنى: ما منا من شهيد يشهد بما أضافوه إلينا من الشركة.

{ وَظَنُّواْ } أيقنوا { مَا لَهُمْ مِّن مَّحِيصٍ }.

وكان سهل يقف على قوله: " وظنوا " ، على معنى: وظنوا ظناً.