قوله تعالى: { وَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَهُنَّ } إن قيل: كيف قال: الذي خلقهن، وقد قال: { ٱلَّيلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ } وهي مُذَكَّرَة، فقد قال الزجاج: فيها وجهان: أحدهما: أن ضمير غير ما يعقل على لفظ التأنيث، تقول: هذه كِبَاشُك فَسُقْها، وإن شئت قلت: فَسُقْهُنَّ، وإنما يكون " خلقهن " لما [يعقل] لا غير، ويجوز أن يكون " خلقهنَّ " راجع على معنى الآيات في قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ }. فصل واختلفوا في موضع السجدة هاهنا على قولين: أحدهما: " تعبدون ". قاله ابن مسعود وأصحابه والحسن، وإليه ذهب الشافعي لذكر لفظ السجدة قبله. الثاني: " يسأمون ". قاله ابن عباس وابن عمر وسعيد بن المسيب ومسروق وقتادة، وإليه ذهب أبو حنيفة وعلماؤنا؛ لأن به تمام الكلام. قوله تعالى: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى ٱلأَرْضَ خَاشِعَةً } قال الزجاج: مُتَهَشِّمَةً مغبرّة. وقال الزمخشري: الخشوع: التذلل والتقاصر، فاستعين بحال الأرض إذا كانت قحطة لا نبات فيها. { فَإِذَآ أَنزَلْنَا عَلَيْهَا ٱلْمَآءَ ٱهْتَزَّتْ وَرَبَتْ } وقرأ أبو جعفر: " وربأَت " بهمزة مفتوحة بعد الباء. قال الزجاج: " رَبَتْ ": عظمت، ورَبَأَتْ: ارتفعت. وقد ذكرناه في سورة الحج.