الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ } * { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } * { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ يُسْحَبُونَ } * { فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } * { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ } * { مِن دُونِ ٱللَّهِ قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } * { ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } * { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } * { فَٱصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } * { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلْحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } * { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَنْعَامَ لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ } * { وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ وَعَلَيْهَا وَعَلَى ٱلْفُلْكِ تُحْمَلُونَ } * { وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ ٱللَّهِ تُنكِرُونَ }

قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } قال ابن زيد: هم المشركون.

وقال أكثر المفسرين: نزلت في القدرية.

قال ابن سيرين: إن لم تكن هذه الآية نزلت في القدرية، فإني لا أدري فيمن نزلت: { أَلَمْ تَرَ } إلى قوله تعالى: { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ }.

قال الزمخشري: إن قلت: هل قوله تعالى: { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ * إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ } إلا مثل قولك: سوف أصوم أمس؟

قلتُ: المعنى: [هو] إذاً؛ لأن الأمور المستقبلة لما كانت في أخبار الله تعالى متيقنة مقطوع بها، عبّر عنها بلفظ ما كان ووجد، والمعنى على الاستقبال.

قرأ ابن مسعود وابن عباس وأبو رزين في آخرين: " والسلاسلَ " بالنصب، " يَسحبون " بفتح الياء، على عطف الجملة الفعلية على الجملة الاسمية.

قال ابن عباس: إذا سحبوها كان أشد عليهم.

قوله تعالى: { يُسْجَرُونَ } أي: توقد بهم النار.

وقيل: هو من سَجَرَ التنّور؛ إذا ملأه بالوقود.

فمعناه: أنهم في النار وهم مسجورون بالنار، مملوءة بها أجوافهم.

{ ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ } توبيخاً وتبكيتاً: { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } يعني: الأوثان، { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } غابوا عنا.

فإن قيل: هم معهم في النار، فكيف ضلّوا عنهم؟

قلتُ: معنى الكلام: أين نَفْعُ ما كنتم تدعون من دون الله وشفاعتهم لكم، قالوا ضلّوا عنا وذهب ما كنا نرجوه من نفعها.

{ بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } أي: ظهر لنا عند الحاجة أننا لم نكن نعبد شيئاً، كما تقول: كنت أحسب أن فلاناً شيء فإذا هو ليس بشيء.

{ كَذَلِكَ } أي: مثل ضلال آلهتهم عنهم { يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ }.

{ ذَلِكُمْ } الإضلال { بِـ } سبب { مَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ }.

وما بعده مفسر إلى قوله تعالى: { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } المعنى: فمن لي أن آتي بآية من الآيات التي تقترحونها.

{ فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } وهو القيامة.

قوله تعالى: { لِتَرْكَـبُواْ مِنْهَا } يريد: الإبل، { وَمِنْهَا } أي: ومن الأنعام جميعها { تَأْكُلُونَ }.

{ وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ } من أصوافها وأوبارها وأشعارها وألبانها { وَلِتَـبْلُغُواْ عَلَيْهَا } أي: على الإبل { حَاجَةً فِي صُدُورِكُمْ } من حج وغزو وطلب علم وتجارة وغير ذلك، { وَعَلَيْهَا } في البر { وَعَلَى ٱلْفُلْكِ } في البحر { تُحْمَلُونَ }.