الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَلاَ يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { كَـذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِٱلْبَاطِلِ لِيُدْحِضُواْ بِهِ ٱلْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } * { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ }

قوله تعالى: { مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } أي ما يجادل فيها بالباطل { إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ومثل هذا قوله عليه الصلاة والسلام: " مراءٌ في القرآن كفر ".

قوله تعالى: { وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } وهم الذين تحزبوا على الرسل. وقد فسرنا ذلك مع ما لم نذكر تفسيره هاهنا.

قوله تعالى: { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ } قال: [وُجِّهَتْ] إلى الرجال.

وقرأ ابن مسعود: " برسولها ". وكلٌّ صوابٌ.

{ لِيَأْخُذُوهُ } قال ابن عباس: ليقتلوه.

وقيل: ليحبسوه ويعذبوه. ويقال للأسير: أَخِيذ.

{ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } سبق تفسيره.

{ وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } قد سبق تفسيرها واختلاف القُرّاء فيها في الموضع الأول من يونس.

{ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } قال الزمخشري: " هم " في محل الرفع بدل من " كلمة ربك " ، أي: مثل ذلك الوجوب وجب على الذين كفروا كونهم من أصحاب النار. والمعنى: كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب، كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة، أو في محل النصب بحذف لام التعليل وإيصال الفعل.