قوله تعالى: { مَا يُجَادِلُ فِيۤ آيَاتِ ٱللَّهِ } أي ما يجادل فيها بالباطل { إِلاَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } ومثل هذا قوله عليه الصلاة والسلام: " مراءٌ في القرآن كفر ". قوله تعالى: { وَٱلأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ } وهم الذين تحزبوا على الرسل. وقد فسرنا ذلك مع ما لم نذكر تفسيره هاهنا. قوله تعالى: { وَهَمَّتْ كُـلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ } قال: [وُجِّهَتْ] إلى الرجال. وقرأ ابن مسعود: " برسولها ". وكلٌّ صوابٌ. { لِيَأْخُذُوهُ } قال ابن عباس: ليقتلوه. وقيل: ليحبسوه ويعذبوه. ويقال للأسير: أَخِيذ. { فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ } سبق تفسيره. { وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ } قد سبق تفسيرها واختلاف القُرّاء فيها في الموضع الأول من يونس. { أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } قال الزمخشري: " هم " في محل الرفع بدل من " كلمة ربك " ، أي: مثل ذلك الوجوب وجب على الذين كفروا كونهم من أصحاب النار. والمعنى: كما وجب إهلاكهم في الدنيا بالعذاب، كذلك وجب إهلاكهم بعذاب النار في الآخرة، أو في محل النصب بحذف لام التعليل وإيصال الفعل.