قوله تعالى: { وَإِذْ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّـارِ } أي: اذكر لقومك يا محمد إذ يتخاصمون، يعني: أهل النار في النار. وقد سبق تفسير ذلك. قوله تعالى: { إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً } هو جمع تابع، كخدم وخادم. أو يكون بمعنى: إنا كنا لكم ذوي تبع. قوله تعالى: { إِنَّا كُلٌّ فِيهَآ } أي: نحن وأنتم فيها. وقرأ ابن السميفع: " كُلاًّ " بالنصب، على التأكيد لاسم " إنَّ " وهو معرفة، والتنوين عوض من المضاف إليه، يريد: إنا كلنا فيها. قال الزمخشري: إن قلت: هل يجوز أن يكون " كلاًّ " حالاً قد عمل [ " فيها " ] فيها؟ قلتُ: لا؛ لأن الظرف لا يعمل في الحال متقدمة كما يعمل في الظرف متقدماً، تقول: كل يوم لك ثوب، ولا تقول: قائماً في الدار زيد. { إِنَّ ٱللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ ٱلْعِبَادِ } قضى وفصل بينهم بإدخال المؤمنين الجنة وإدخال الكافرين النار. { وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ } على وجه الاستغاثة حين لم تنفعهم الاستغاثة { لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ } القُوَّامُ بأمرها، وفي ذكرها باسمها تفخيم وتهويل لها { ٱدْعُواْ رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِّنَ ٱلْعَذَابِ }. { قَالُوۤاْ } موبخين لهم قاطعين لمعذرتهم { أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالُواْ بَلَىٰ قَالُواْ فَٱدْعُواْ } كلام يلوح منه خيبتهم، دعوا أو لم يدعو. ثم آيسوهم من استجابتهم فقالوا: { وَمَا دُعَاءُ ٱلْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ }.