الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ فَرْعَوْنُ يٰهَامَانُ ٱبْنِ لِي صَرْحاً لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ } * { أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَـٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لأَظُنُّهُ كَاذِباً وَكَـذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } * { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } * { يٰقَوْمِ إِنَّمَا هَـٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ ٱلآخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلْقَـرَارِ } * { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِـلَ صَالِحاً مِّن ذَكَـرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـٰئِكَ يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }

وما بعده مفسر في القصص.

قوله: { لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ * أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } يعني: أبوابها وطرقها. وهذا قول عامة المفسرين واللغويين. وأنشد الأخفش:
ومنْ هَابَ أسبابَ المنايا يَنلْنَهُ    ولوْ رَامَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
{ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ } وقرأ حفص: " فأطلعَ " بالنصب، على جواب الترجي تشبيهاً له بالتمني.

{ وَكَـذَلِكَ } أي: ومثل ذلك التزين وذلك الصَّد { زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } ، والفاعل للتزيين والصد هو الله تعالى بالقدر والقضاء، أو الشيطان بالوسوسة والإغواء. وقد ذكرنا اختلاف القراء في " وصُدَّ " في سورة الرعد.

{ وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } أي: خسران وهلاك.

ثم [عاد] إلى الإخبار عن نصيحة مؤمن آل فرعون، وما وَعَظَ به قومه وذكَّرَهُم به، فقال: { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ } وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الحالين، وافقهما في الوصل وَرْش وأبو جعفر والولي عن أبي عثمان عن الدوري، وعبد الوارث عن أبي عمرو، والباقون بغير ياء في الحالين.

{ أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } طريق الهدى.

وفيه تعريض لفرعون وقومه بأنهم على نقيض ذلك، وهي الغي.

قوله تعالى: { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً } يريد: الشرك. وقيل: المعاصي.

{ فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا } أي: بمقدارها.

قوله تعالى: { يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } قرئ: " يَدْخُلُون " و " يُدْخَلُون " على البناء للفاعل والمفعول. وقد سبق ذكره.

{ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي: بغير تقدير، بل ما شاؤوا من الزيادة وما لم تبلغه الأماني.