وما بعده مفسر في القصص. قوله: { لَّعَـلِّيۤ أَبْلُغُ ٱلأَسْبَابَ * أَسْبَابَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ } يعني: أبوابها وطرقها. وهذا قول عامة المفسرين واللغويين. وأنشد الأخفش:
ومنْ هَابَ أسبابَ المنايا يَنلْنَهُ
ولوْ رَامَ أسبابَ السماءِ بسُلَّمِ
{ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ } وقرأ حفص: " فأطلعَ " بالنصب، على جواب الترجي تشبيهاً له بالتمني. { وَكَـذَلِكَ } أي: ومثل ذلك التزين وذلك الصَّد { زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوۤءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِ } ، والفاعل للتزيين والصد هو الله تعالى بالقدر والقضاء، أو الشيطان بالوسوسة والإغواء. وقد ذكرنا اختلاف القراء في " وصُدَّ " في سورة الرعد. { وَمَا كَـيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ } أي: خسران وهلاك. ثم [عاد] إلى الإخبار عن نصيحة مؤمن آل فرعون، وما وَعَظَ به قومه وذكَّرَهُم به، فقال: { وَقَالَ ٱلَّذِيۤ آمَنَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُونِ } وقرأ ابن كثير ويعقوب بإثبات الياء في الحالين، وافقهما في الوصل وَرْش وأبو جعفر والولي عن أبي عثمان عن الدوري، وعبد الوارث عن أبي عمرو، والباقون بغير ياء في الحالين. { أَهْدِكُـمْ سَبِيـلَ ٱلرَّشَـادِ } طريق الهدى. وفيه تعريض لفرعون وقومه بأنهم على نقيض ذلك، وهي الغي. قوله تعالى: { مَنْ عَمِـلَ سَـيِّئَةً } يريد: الشرك. وقيل: المعاصي. { فَلاَ يُجْزَىٰ إِلاَّ مِثْلَهَا } أي: بمقدارها. قوله تعالى: { يَدْخُلُونَ ٱلْجَنَّةَ } قرئ: " يَدْخُلُون " و " يُدْخَلُون " على البناء للفاعل والمفعول. وقد سبق ذكره. { يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ } أي: بغير تقدير، بل ما شاؤوا من الزيادة وما لم تبلغه الأماني.