الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً } * { دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ظَالِمِيۤ أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي ٱلأَرْضِ قَالْوۤاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ ٱللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَآءَتْ مَصِيراً } * { إِلاَّ ٱلْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً } * { فَأُوْلَـٰئِكَ عَسَى ٱللَّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ ٱللَّهُ عَفُوّاً غَفُوراً } * { وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي ٱلأَرْضِ مُرَٰغَماً كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ ٱلْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلىَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }

ثم نفى المساواة بين المجاهدين والقاعدين مع اشتراكهم في وصف الإيمان، ليُحرِّك همم ذوي الأَنَفة، والنفوس الشريفة المتطلعة إلى معالي الأمور، كما نفى المساواة بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، فقال عز وجل: { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.

قرأت على قاضي القضاة شرقاً وغرباً، أبي صالح عماد الدين، نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، الحنبلي: أخبرتكم شهدة بنت أحمد بن الفرج الكاتبة بقراءة والدك عليها، فأقرَّ به، أخبرنا أبو الفضل، محمد بن عبد السلام الأنصاري، أخبرنا الحافظ أبو بكر البرقاني، قرأت على أبي العباس بن حمدان، حدّثكم محمد بن أيوب، أخبرنا [عمرو] بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن أبي إسحاق، سمعت البراء بن عازب يقول: " لما نزلت: { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، { وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم زيداً، قال: فجاء بكتف فكتبها، قال: فجاء ابن أم مكتوم فشكى ضرارته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فنزلت: { غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ } ". أخرجه مسلم عن بُنْدار عن غُنْدر عن شعبة، فكأني سمعته من طريق مسلم على الفراوي.

وأخرجه البخاري عن حفص بن عمر، عن شعبة. وأخرجه أيضاً عن محمد بن يوسف، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق.

وأخبرنا الشيخان أبو القاسم وأبو الحسن، أخبرنا أبو الوقت، أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، أخبرنا عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثني إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، قال: حدثني سهل بن سعد الساعدي: أنه رأى مروان بن الحكم في المسجد، فأقبلتُ حتى جلستُ إلى جنبه، فأخبرنا أن زيد بن ثابت أخبره، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَمْلَى عَلَيْهِ { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } ، { وَٱلْمُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمْلِيهَا عَلَيَّ، قَالَ: يَا رَسُولَ الله، والله لَوْ أَسْتَطِيعُ الجِهَادَ لَجَاهَدْتُ - وَكَانَ أَعْمَى -، فَأَنْزَلَ الله عَلَى رَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم - وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي -، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْه، فَأَنْزَلَ الله: { غَيْرُ أُوْلِي ٱلضَّرَرِ } ".

وفي حديث آخر: فكان بعد ذلك ابن أم مكتوم يغزو ويقول: أعطوني اللواء وأقيموني بين الصفين، فإني لا أستطيع أن أفرّ.

وبالإسناد قال البخاري: حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، أن ابن جريج أخبرهم. قال البخاري: وحدثني إسحاق، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عبد الكريم: أن مِقْسَماً - مولى عبد الله بن الحارث - أخبره، أن ابن عباس أخبره: « { لاَّ يَسْتَوِي ٱلْقَٰعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } عَنْ بَدْرٍ وَالخَارِجُونَ إِلى بَدْرٍ ".

السابقالتالي
2 3