قوله: { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } قال مقاتل: السبب في نزولها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أطاعني فقد أطاع الله، ومن أحبني فقد أحب الله، فقال المنافقون: ألا تسمعون ما يقول، لقد قارب هذا الرجل الشرك. فنزلت هذه الآية ". { وَمَن تَوَلَّىٰ } عن طاعتك، { فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } أي: رقيباً تحفظ عليهم أعمالهم، وتحاسبهم عليها. قال المفسِّرون: وهذا كان قبل الأمر بالقتال، ثم نُسِخ بآية السيف. قوله: { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } أي: ويقول المنافقون لك إذا أمرتهم أو نهيتهم: شأننا أو أمرنا طاعة. { فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ } أي: خرجوا، { بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ } قرأ أبو عمرو وحمزة: " بَيَّتْ طَائِفَةٌ " بإدغام التاء في الطاء؛ لأنهما من حيز واحد. وقرأ الباقون: بالإظهار وفتح التاء؛ لانفصال الحرفين، واختلاف المخرجين. والطائفة بمعنى: الفريق، والتأنيث فيه غير حقيقي، فلذلك ذَكَّر الفعل. قال الزجَّاج: وكل أمر فُكِّر فيه بليل فقد بُيِّت، ومنه قوله تعالى:{ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَىٰ مِنَ ٱلْقَوْلِ } [النساء: 108]. والمعنى: زَوَّرت وسوَّت خلاف ما قُلتَ وما أمرت به. وقيل: المعنى: غير الذي تقول الطائفة، وتظهر من الطاعة. { وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ } أي: يُثبته في صحائف أعمالهم، أو يكتبه فيما يوحيه إليك وينزله عليك، ليعلمك أسرارهم وإصْرارهم. { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي: عن الانتقام منهم. قال ابن عباس: نسخ هذا بالأمر بقتالهم. { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ } فهو يكفيك شأنهم، وينتقم لك منهم إذا استفحل أمرك، وعظم سلطانك، وكثر أعوانك.