الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }

قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْكُمْ } طاعةُ الله: العمل بكتابه، وطاعة الرسول: امتثال أمره والعمل بسُنَّته، وأولوا الأمر: الولاة كالخلفاء والملوك، والقضاة.

وفي أفراد مسلم من حديث عوف بن مالك الأشجعي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ الله فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ الله وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَة ".

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله ".

وقال جابر، والحسن، وأبو العالية، وعطاء: هم العلماء العاملون بعلمهم، ودليل هذا التأويل قوله:وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُوْلِي ٱلأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ } [النساء: 83].

قال أبو الأسود الدِّيلي: ليس شيء أعز من العلماء، الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك.

وقال عِكرمة: أُولوا الأمر: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.

أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه، أخبرنا جدي لأُمي أبو محمد العباس بن محمد بن العباس، المعروف بعبَّاسة الطوسي، ثنا أبو سعيد محمد بن سعيد بن فَرْخَزادا، ثنا الأستاذ أبو إسحاق الثعلبي، أخبرنا أبو بكر الحِمْشاذي، أخبرنا أبو ظهير العمري البلخي، حدثنا محمد بن منصور، حدثنا القعنبي، عن مالك بن أنس، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي شريح الكعبي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر، وعمر، وإن لي وزيرين في السماء، ووزيرين في الأرض، فأما في السماء فجبريل وميكائيل، وأما في الأرض فأبو بكر وعمر، وهما عندي بمنزلة الرأس والجسد ".

قرأت على أبي المجد محمد بن بهرام، أخبركم محمد بن أسعد فأقرَّ به، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا أبو عمرو بن أبي غرزة بالكوفة، حدثنا ثابت بن موسى العابد، عن سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اقْتَدُوا باللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبي بَكْرٍ وَعُمَر ".

ورواه أيضاً خيثمة، عن يحيى بن أبي ميسرة، عن عبد الله بن الزبير الحميدي، عن سفيان، إلا أنه قال: حدثنا زائدة بن قدامة، عن عبد الملك بن عمير.

قال الترمذي: كان سفيان يدلس في هذا الحديث، فربما يذكر عن زائدة عن عبد الملك، وربما لم يذكر زائدة.

قلت: وغيرُ ممتنع أن يكون سمعه من زائدة ومن [عبد الملك]، على أن للراوي أن يرفع الحديث وأن يقفه، وأن يقطعه ويصله، وأن يسنده ويرسله.

السابقالتالي
2