قوله تعالى: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ } وقرأ عليٌّ رضي الله عنه: " أن يكون عُبَيْداً لله " على التصغير. والمعنى: لن يأنف، ولن يتنحى عن مقام العبودية لله، من قولك: نكَفْتُ الدَّمْعَ؛ إذا نحَّيْتَ بأصبعك عن خَدِّكَ. { وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } قال ابن عباس: هم حَمَلة العرش. وقيل: هم الكَرُّوبيُّون كجبريل وميكال وإسرافيل. والحكمة في تخصيص الملائكة بالذّكْر: كون بعض الناس اتخذوهم آلهة من دون الله. وباقي الآية تهديد شديد. قوله: { فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } يعني: جزاء أعمالهم، { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } ما لا يعلم كُنْهه إلا الله. وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } قال: يدخلون الجنة، { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا. قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ } قال ابن عباس: هو محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من البيان. { وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } ، وهو القرآن الكريم، سُمِّيَ بذلك؛ لإنارته للحق، واستنارة الخلق به. قوله: { وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي: استمسكوا بالنور المبين. وقيل: بالله. { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ } وهي الجنة. { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } قال محمد ابن الحنفية: هو دين الإسلام.