الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيهِ جَمِيعاً } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ ٱسْتَنكَفُواْ وَٱسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } * { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } * { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً }

قوله تعالى: { لَّن يَسْتَنكِفَ ٱلْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْداً للَّهِ } وقرأ عليٌّ رضي الله عنه: " أن يكون عُبَيْداً لله " على التصغير.

والمعنى: لن يأنف، ولن يتنحى عن مقام العبودية لله، من قولك: نكَفْتُ الدَّمْعَ؛ إذا نحَّيْتَ بأصبعك عن خَدِّكَ.

{ وَلاَ ٱلْمَلاۤئِكَةُ ٱلْمُقَرَّبُونَ } قال ابن عباس: هم حَمَلة العرش.

وقيل: هم الكَرُّوبيُّون كجبريل وميكال وإسرافيل.

والحكمة في تخصيص الملائكة بالذّكْر: كون بعض الناس اتخذوهم آلهة من دون الله.

وباقي الآية تهديد شديد.

قوله: { فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } يعني: جزاء أعمالهم، { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } ما لا يعلم كُنْهه إلا الله.

وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: { فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ } قال: يدخلون الجنة، { وَيَزيدُهُمْ مِّن فَضْلِهِ } الشفاعة لمن وجبت له النار ممن صنع إليهم المعروف في الدنيا.

قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمْ بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ } قال ابن عباس: هو محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من البيان.

{ وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } ، وهو القرآن الكريم، سُمِّيَ بذلك؛ لإنارته للحق، واستنارة الخلق به.

قوله: { وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي: استمسكوا بالنور المبين.

وقيل: بالله.

{ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ } وهي الجنة.

{ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } قال محمد ابن الحنفية: هو دين الإسلام.