قوله عز وجل: { يَسْأَلُكَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ } قال أهل التفسير: قالت اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت نبياً فأتنا بكتاب من السماء جملة واحدة كما أتى موسى بن عمران. وقال بعضهم: لن نؤمن لك حتى تأتينا بكتاب من السماء من الله إلى فلان، وإلى فلان، أنّ محمداً رسولي أرسلته إليكم. { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ } أي: أعظم، وهو جواب شرط مقدَّر تقديره: إن أكبرت ذلك وأعظمته { فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذٰلِكَ فَقَالُوۤاْ أَرِنَا ٱللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ }. فإن قيل: " ثم " للترتيب، فكيف قال: { ثُمَّ ٱتَّخَذُواْ ٱلْعِجْلَ } واتخاذهم العجل إلَهاً متقدم على سؤال الرؤية؟ قلتُ: هو خبر مستأنَف، كما تقول: زرتك اليوم، ثم إني زرتك أمس، أي: ثم أُخبرك أني زرتك أمس. { فَعَفَوْنَا عَن ذٰلِكَ } فلم نستأصلهم بالهلاك، { وَآتَيْنَا مُوسَىٰ سُلْطَاناً مُّبِيناً } وهي الآيات التسع. ومعنى قوله: { وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ ٱلطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ } بسبب نقض ميثاقهم.